مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٢
وإن كان عربيا فإنها لا تنعقد إجماعا، فقد صار هذا الوصف وهو كون محل الإمامة من قريش في درجة الاعتبار نازلا منزلة التعليل بالعلة المنصوص عليها، وكون الإنسان قرشيا صفة شرف يتقدم صاحبها على غيره، وقد أومى رسول الله (ص) إلى ذلك بقوله: (قدموا قريشا ولا تقدموها) (1).
وإذا وضح ذلك فالذي عليه محققو علماء النسب، أن كل من ولده النضر بن كنانة فهو قرشي (فمرد كل قرشي) (2) إلى النضر بن كنانة، فالنضر هو دوحة يتفرع صفة الشرف عليها، وينبعث منها وترجع إليها، وهذه القبيلة الشريفة كمل شرفها وعظم قدرها واشتهر ذكرها، واستحقت التقدم على بقية القبائل وسائر البطون من العرب وغيرها، برسول الله (ص) فنسب قريش انحدر من النضر إلى رسول الله (ص) (وشرف قريش ارتقى لها من رسول الله (ص)) (3) فرسول الله في الشرف بمنزلة مركز الدائرة بالنسبة إلى محيطها فمنه يرقى الشرف، فإذا فرضت الشرف خطا متصاعدا متراقيا متصلا إلى المحيط، مركبا من نقط هي آباؤه أبا فأبا، وجدته (ص) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، بن فهر، ابن مالك، بن النضر، فالمركز الذي انبعث منه الشرف متصاعدا هو رسول الله (ص) ووجدت المحيط الذي تنتهي إليه الصفة الشريفة القرشية هو النضر بن كنانة، فالخط المتصاعد الذي بين المركز وبين المنتهى المحيط أجزاؤه اثنا عشر جزءا، فإذا كانت درجات الشرف المعدودة متصاعدا اثنتي عشرة، فيلزم

١ - السنن الكبرى ٣: ١٢١.
2 - ما بين القوسين أثبتناه من نسخة (م).
3 - ما بين القوسين أثبتناه من نسخة (م).
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»