المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ٧
والامام بما أوتيه من إلهام يعرف أي أبنائه يستحقها، ومن هو صاح الأهلية لتوليها، ومن هو مالك العصمة الذاتية للاضطلاع بها.
ولنستمع إلى الكرماني كيف يثبت عصمة الامام في المصباح الثاني من هذا الكتاب، حيث يقول في البرهان الأول: "... إن الحاجة إلى الامام إنما كانت لان يكون قائما مقام الرسول (ص)، فيما كان يتعلق به من أمر الدين، وحفظ نظامه، ولما كانت الحاجة إلى القائم مقام الرسول (ص) لذلك، وكان لو جاز أن يكون غير معصوم لا يقع إلا من أن يسلك بالأمة غير سبيل النبي (ص) في بعض أحكامه أو كلها، وكان ذلك مؤديا إلى الظلم، وحمل الناس على شق العصا، ومفارقة الجماعة، وجب أن يكون معصوما، فتكون عصمته سبب ائتلاف الجماعة على الطاعة، إذا الامام معصوم ".
ويقول في البرهان السادس من المصباح الثاني: " لما أوجب الله تعالى الامام بقوله: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) *. ووصلها بطاعته وطاعة رسوله، فكان في الحكمة غير موجود وصل الدرة بالبعرة.. ولا الشريف بالدني، ولا الطاهر بالنجس، كان من ذلك الايجاب أن وصل طاعة الامام بطاعة الرسول المعصوم لم تكن إلا لكونها مثلها، وكان طاعة الرسول (ص) وافتراضها لعصمته، وجب أن تكون طاعة الامام لم تفترض إلا لعصمته. إذا الامام معصوم ".
ولم يكن الكرماني الوحيد بين علماء الفاطميين الذين عالجوا موضوع الإمامة، فهناك علماء ودعاة سبقوه في التأليف، أو ساروا على خطواته. منهم:
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست