المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ١١٢
على قبضه يعجز عن لقائه جيش فكيف رجل وحده، فلم يعرجه عنه جبن، ولا تداخله منهم حوز حتى قذف في قلوبهم الرعب، وتفرقوا عياديد، كل ذلك إظهارا أن الله مؤيه وحافظه، وآثار سخائه الذي لا ينصرم يوما ولا أسبوعا ولا شهرا إلا عن تفرقه بدرة دنانير في معونة أولي الحاجات، ورفد ذوي الطلبات.
كان من ذلك الحكم بأنه من قبيل ما يكون صدقا، وإذا كان صدقا فهو صادق، والصادق بقول الله " كونوا مع الصادقين " واجب الكون في جملته وأتباعه إذا الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين سلام الله عليه إمام صادق واجب اتباعه وطاعته.
البرهان السابع: لما كان كل شئ لا ينفك من حد يكون به منفصلا عما سواه، وكان ماله حد منفصل مما لا يتحد بحده غير داخل في حيزه، ولا كائن من جملته، وكنا إذا أقررنا حد الإمامة فكان الامام من يكون من ذرية النبوة ولا يكون عقيما، ويكون عالما بالكتاب والشريعة والاحكام، والسنة ظاهرا وباطنا وعاملا بها، منصوصا عليه من جهة القائم مقام الرسول، وآمرا بالمعروف، وناهيا عن المنكر وداعيا إلى الله بإمامته، بكون من كان داعيا إلى الله آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، منصوصا عليه من جهة الرسول (ع. م) ورعا عالما. وهو من ذرية النبوة ولا عقيما إماما.
إذا لا يكون إماما من لا يكون من الذرية الطاهرة لحفظ الله الإمامة في الذرية المختارة. ولا إماما مع كونه من الذرية من لا يكون له عقب يحفظ به الإمامة لكونها محفوظة في العقب ولا مع كونه من الذرية. ووجود العقب من الذرية. لا علم له لحاجة الأمة إلى العلم، ولا مع كونه من الذرية والعقب، والعلم، من لا يكون
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 » »»
الفهرست