حديث النبي عليه السلام حيث خاصمه المشركون 254 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني شيخ من أهل مكة قديم منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب والنضر بن الحارث أخا بني عبد الدار وأبا البحتري أخا بني أسد والأسود بن عبد المطلب ابن الأسد وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيه ومنبه أبني الحجاج السهميين اجتمعوا أو اجتمع منهم بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة فقال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تغدروا فيه فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا وهو يظن أن قد بدا لهم في أمره بداء وكان عليهم حريصا يحب رشدهم ويعز عليه عنتهم حتى جلس إليهم فقالوا يا محمد إنا قد بعثنا إليك لنعذر فيك وإنا والله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك ولقد شتمت الآباء وعبت الدين وسفهت الأحلام وشتمت الآلهة وفرقت الجماعة فإن بقي أمر قبيح إلا قد جئته فيما بيننا وبينك فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أمولنا حتى تكون أكثرنا مالا وان كنتا إنما تطلب به الشرف فينا سودناك علينا وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك به رديء تراه قد غلب عليك وكانوا يسمون التابع من الجن الرئي فربما كان ذلك بذلنا أمولنا في طلب الطب لك حتى نبرئك منه أو نعذر فيك فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
(١٧٨)