سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٤ - الصفحة ١٨١
عبد مناف ما بدا لهم قالوا والله ما نسلمك لشيء أبدا فامض لما تريد فلما أصبح أبو جهل أخذ حجرا كما وصف ثم جلس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظره وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يغدو وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقبلته إلى الشأم وكان إذا صلى صلى بين الركنين الأسود واليماني وجعل الكعبة بينه وبين الشأم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وقد غدت قريش فجلسوا في أنديتهم يبتظرون ما أبو جهل فاعل فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل الحجر ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع متهيبا منتقعا قد تغير لونه مرعوبا قد يبست يداه على حجره حتى قذف الحجر من يده وقامت رجال من قريش فقالوا ما لك يآبا الحكم فقال قمت اليه لأفعل ما قلت لكم البارحة فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل والله ما رأيت مثل هامته ولا قصرته ولا أنيابه لفحل قط فهم بأن يأكلني 255 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك جبريل لو دنا لأخذه 256 نا يونس قال ثم رجع الحديث إلى الأول قال فلما قال له ذلك أبو جهل قام النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي فقال يا معشر قريش انه والله قد نزل بكم أمر ما أشلتم له نبله بعد لقد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم قلتم ساحر ولا والله ما هو بساحر قد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم وقلتم كاهن ولا والله ما هو بكاهن وقد رأينا الكهنه وحالهم وسمعنا سجعهم وقلتم شاعر ولا والله ما هو بشاعر ولقد روينا الشعر وسمعنا
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»