سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ١ - الصفحة ١٧
ثم ضربوا فخرج السهم على الإبل فقالت قريش ومن حضره قد رضي ربك وخلص لك ابنك 22 حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال نا يونس عن ابن إسحاق قال فذكروا أن عبد المطلب قال لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات فضربوا على الإبل وعلى عبد الله وقام عبد المطلب يدعوا ويقول (اللهم أنت هديتني لزمزم * ان بني أحب من تكلم) (فلا ترينيه الغداة في الدم * فان حزني يدخل في الأعظم) (فاجعل فداه مائة لم تقسم * حتى نفاديه بكل أعجم) (امنن علي ذا الجلال المنعم * وأوقع الموت لذود عتم) (وثم رب فاجعلن ما تم * ثم أصرف الموت إليها يسلم) (بحولك اللهم عيش خرم * وأنت ان سلمته لم يكلم) (فبلغ العيش به فيهرم * حتى أراه عند كل مقدم) (يبن الخبر لمن توسم *) ثم ضربوا السهم على الإبل ثم أعادوه الثانية وعبد المطلب مكانه عند هبل فلما أرادوا أن يضربوا قال (يا رب لا تشمت بي الأعادي * ان بني ثمرة فؤادي) (فلا تسيل دمه في الوادي * واجعل فداه اليوم من تلادي) (ذود لقاح بدنا أندادي * حتى تكون فدية الأولاد) (ولا ترثينه الاذواد * ان بني رب لم يفادي) (لكن يمين قسم الجواد * فقد تراني رب لم اضادي) ثم ضربوا فخرج السهم على الإبل ثم أعادوا الثالثة وقام عبد المطلب يدعوا ويقول (يا رب قد أعطيتني سؤالي * أكثرت بعد قلة عيالي) (فاجعل فداه اليوم جل مالي * معقلات تسحب الاجلال) (ولا ترينه بشر حال * فإنه يدخلني سلالي) (بان يكون النحر للهلال * أو تصرف الموت فلا أبالي) (عن ابني الأصغر ذا الجلال * أنت الولي المنعم المفضال) (فانعم اليوم لذاك بالي * فإنه قد نزل الموالي) (كلهم يبكي من السؤال * كل فتى أبيض كالهلال) وقالت آمنه أم النبي صلى الله عليه وسلم (يا رب بارك في الغلام الأزهر * في الهاشمي والكريم العنصر) ثم ضربوا بالقداح على الإبل فنحرت ثم تركت لا يصد عنها أحد
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»