ولا يعرف تناقض الروايات التاريخية إلا من قرأ وقارن فكيف نجمع بين اتفاق المؤرخين مثلا على موت طليحة بن خويلد في عهد عمر وبين انفراد سيف بأنه (أي طليحة) كان من معارضي علي بن أبي طالب في خلافته!! أي أن طليحة مات عام 21 ه ومات مرة أخرى بعد عام 35 ه!! فله موتتان لا موتة واحدة!!
هذه هي النتيجة التي سنتوصل إليها إذا قبلنا كل من (نقل عنه ابن حجر أو الذهبي). ثم هذا (موت طليحة) نموذج فقط من مئات التناقضات والاضطرابات المذهلة فالمشكلة أكبر مما يتصوره البعض.
ثانيا: ذكرت في مقالاتي السابقة أنه ليس من العدل ولا العلم الاعتماد على قول لابن حجر وترك بقية أقوال عشرات المحدثين الآخرين إلا ببرهان هذا أن سلمنا بأن ابن حجر يوثق سيف بن عمر - وهذا بعيد كل البعد - فأقل ما نقوم به هنا هو أن نقوم بدراسة ومقارنة أما أن نتعلق بقول (موهم) لعالم ونترك عشرات الأقوال المخالفة لهذا القول دون برهان ولا مستند فهذا لا يقوله مريد للحق ولا أظن الدكتور يرى هذا الرأي لكن قد يفهم منه الآخرون مثل هذا.
ثالثا: إن الحافظ ابن حجر نفسه لم يكن راضيا تماما عن كتابه (تقريب التهذيب) وقد قمت بدراسة الكتاب ومقارنته مع أصليه (تهذيب التهذيب) و (تهذيب الكمال) فوجدت أوهاما عجيبة استغربت صدورها من الحافظ رحمه الله، ومن ذلك أنه قد يورد الترجمة بالاسم ثم يوردها بالكنية ويختلف الحكمان فيقول مرة