يتوافق سلوكها مع موجبات وانساق وأعراف (مجتمع يثرب) الذي كانت نزعة التلاقي والتماس مع الاخر فيه غالبة.
تلك جولة - على طولها النسبي - نراها قصيرة في (مجتمع يثرب) إبان العهدين المحمدي والخليفي من زاوية واحدة هي علاقة الرجل بالمرأة (والمرأة بالرجل).
والعهد المحمدي هو عهد التدشين والتأسيس والتبليغ والتكوين...
اما العهد الخليفي فهو حقبة التشييد والانسياح والتوسع والاعلام...
والعهدان في نظرنا على درجة قصوى من الأهمية وخاصة أولهما.
ومع ذلك لم يأخذا حقهما من الدراسة الموضوعية المنهجية العلمية من كافة النواحي: العقائدية أو الدينية والاجتماعية والاقتصادية بل والعسكرية... الخ.
وان كان هناك ركام هائل من الكتابات الخطابية الانشائية عنها.
وكتب التراث بمختلف أنواعها تنضوي على مخزون ضخم ضخامة لا يتصورها القارئ العادي من المعلومات عن الفترة المحمدية خاصة ثم عن العصر الخليفي. وكثيرا ما لفتنا النظر إلى أن الكتابة عن هاتين الحقبتين من القصور البين بل من السذاجة المفرطة بمكان لان الاعتماد فيها على كتب التاريخ وحدها - كع تقديرنا البالغ لها ولأصحابها - والاعراض عن دواوين السنة بمختلف أسمائها ورتبها وكتب أسباب النزول وتفسير القرآن والناسخ والمنسوخ والقراءات والعدد في القرآن ومناسبات ورود الحديث والجرح والتعديل والمتروكين والمدلسين وكل