بشرت به لم تمنع التيوس من القاعدين من الدخول على المغيبات والاستمتاع بهن فقد رأينا فيما سلف حكاية الأنصاري الذي دخل على زوجة (أخيه) الثقفي الذي كان خارجا في غزوة أو سرية... وكذلك فهمنا من سياق قصة الغامدية صاحبة ما عز انها (مغيبة) فأغراها مالك أو ربما هي التي أغرته والأصح انه تلاقت رغبتاهما وسلك محمد في علاج مشكلة المغيبات طريقا آخر وهو نهى الأزواج عن (مفاجأة زوجاتهم ليلا ويسمى (الطروق ليلا):
- (إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتط الشعثة) (119). والاستحداد هو حلق العانة وتسميه العامة في مصر:
(النتف) (120). وهي كلمة عربية فصيحة والشعثة هي التي تفرق شعرها لعدم الامتشاط.
- (إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا) (121).
- (قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تطرقوا النساء ليلا حتى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة) (122).
وقيل إن بعض الصحاب خالف هذه الأوامر الصريحة وطرق أهله ليلا ففوجئ بزوجته في أحضان رجل وكان من الحتم اللازم ان يتوقع ذلك أليس هو ابن (مجتمع يثرب) وربيبه!!!
من الواضح ان محمدا بنهيه صحبه عن دخول بيوتهم ليلا هو ان يجنبهم المرور بتجربة قاسية تحطم معنوياتهم وتمنعهم من الانخراط مرة أخرى في سراياه وغزواته وبعوثه ونعني بها تجربة مشاهدة الزوجة تحت رجل آخر لان الاستحداد والامتشاط والاغتسال والتزين والتعطر...
الخ...