التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ٢٦
المسؤوليات فيها، تقدم النبي بالسن وأخذت آثار المرض وما عاناه تظهر عليه، وهنا - كما يستخلص من الاخبار - أخذ بعض المسلمين يفكرون في مستقبل العقيدة وفي شؤون الحكم في الدولة ومع مرض النبي الأخير أصبحت هذه المسألة هاجسا جثم على صدور المسلمين، وأثيرت هذه القضية قبل موت النبي، ويبدو انه حاول وضع الحل لهذه المسألة ولكن مرضه وأمورا أخرى حالت بينه وبين ذلك (1).
وبعدما توفي النبي تم استلام أبي بكر لمقاليد الحكم في الدولة الجديدة في ظروف سبق شرحها، وأصبح منصب الخلافة منذ ذلك الحين رسميا وأساسيا في الحياة السياسية للأمة الاسلامية، بينما لم تكن له في البداية أية هوية واضحة المعالم والأسس.
وحاول أبو بكر تحديد معالم منصبه الجديد منطلقا من مفهوم الخلافة اللغوي، أي أن الخليفة نائب ملتزم بأوامر المنيب وأفعاله. وقد ظهر ذلك في قوله انما أنا متبع ولست بمبتدع، وظل أبو بكر يعرف طيلة حكمه بخليفة رسول الله، ذلك أنه لم يحتج إلى تبديل لقبه، لان

(١) انظر صحيح البخاري: ٥ / 137 - 141.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»