التوابون - الدكتور إبراهيم بيضون - الصفحة ١٧١
المختار أن يقنع الكوفيين بصحة زعمه، لان فريقا كبيرا منهم شكك في هذا الامر، وانتدب وفدا ذهب لمقابلة الزعيم العلوي من أجل الوقوف على حقيقة ما يزعمه المختار.
ورغم ان ابن الحنفية لم يعط جوابا حاسما، وذلك لاعتبارات متعددة أهمها، موقعه في الدعوة العلوية ثم تخوفه من ابن الزبير، سيد الحجاز، الذي وضع ابن الحنفية تحت مراقبة أجهزته المشددة.
ولكن الزعيم العلوي على ما يبدو لم يمانع في مباركة ما يقوم به المختار واستناده في دعوته على العلويين إذ قال للوفد الكوفي: انا لا نكره أن ينصرنا الله بمن شاء من خلقه (1).
ومن المرجح أن المختار، قبل خروجه من الحجاز أو بعده، كان قد اتصل بعلي بن الحسين وباحثه بأمر الدعوة له في العراق ولكنه لم يلق استجابة، فانصرف عنه إلى محمد بن الحنفية (2). وسواء قابل المختار الزعيمين العلويين، أم أنه زعم ذلك ليعطي تسويغا أقوى لدعوته وبعدا أكثر من مجرد الثأر للحسين والتكفير عن الذنب،

(1) ابن كثير: 8 / 265.
(2) المسعودي: مروج الذهب 3 / 74.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»