الإسلام يتحدى - وحيد الدين خان - الصفحة ١٧٧
الباب التاسع: الحياة التي ننشدها كتب فريدرك أنجلز:
لابد للانسان أن يجد لباسا يستر به جسده، وخبزا يشبع به بطنه، حتى يستطيع الخوض في الفلسفة والسياسة.
والواقع أن الأسئلة الأولى التي يسعى الانسان إلى معرفة جواب عنها في حياته هي:
من أنا؟.
وما هذا الكون؟.
وكيف بدأت حياتي؟.
والى أين ستنتهي؟.
انها أسئلة الفطرة الأساسية. فالانسان يفتح عينيه في عالم يحوي كل شئ، غير جواب هذه الأسئلة، فالشمس توصل اليه الحرارة اللازمة، ولكن الانسان غافل عن حقيقتها، وعن أسباب قيامها بهذه العملية لخدمته، والهواء يعطي الحياة للانسان، ولكن الانسان غير قادر أن يؤثر فيه ليجيب عن السؤال: من أنت؟ ولماذا تقوم بهذا العمل؟.
انه يمعن في وجوده، ولكنه لا يفهم من هو؟ ولماذا جاء إلى هذه الدنيا؟.
والذهن الانساني غير قادر على وضع إجابات هذه الأسئلة الأساسية في حياة البشر، ولكنه لن يتخلى عن بحث، ولن يمل هذا البحث عن جواب.
هذه الأسئلة، وان وردت ألفاظا على ألسنة الجماهير، فإنها تؤلم روحها، وهي ترد أحيانا بطريقة يصاحبها الانفعال، حتى يصبح الانسان مجنونا.
* * * لقد عرفنا أنجلز مفكرا ملحدا، ولكن الحاده أتى عن طريق المجتمع المصاب بالبلبلة وعدم الاستقرار. لقد كان شغوفا بالدين، وكان يقضي وقتا طويلا في الكنيسة، ولكنه بعد
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»