عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٤١٢
المماليك البطالين ليكونوا عزونه ويغترونه به حيث أن الباشا فوض اليه الامر أن ظهر منه شئ في غيابه وسافر الباشا في اثر ذلك واستمر لطيف باشا مع الجماعة في صلف وهم يحدقون عليه ويرصدون حركاته ويتوقعون ما يوجب الايقاع به وهو في غفلة وتيه لا يظن بهم سوا فطلب من الكتخدا الزيادة في رواتبه وعلائفه لسعة دائرته وكثرة حواشيه ومصاريفه فقال له الكتخدا انا لست صاحب الامر وقد كان هنا ولم يزدك شيئا فراسله وكاتبه فإن امر بشئ فأنا لا أخالف مأمورياته وتزايد هو والحاضرون في الكلام والمفاقمة ففارقهم على غير حالة ونزل إلى داره وارسل في العشية إلى مماليك الباشا ليحضروا اليه في الصباح ليعمل معهم ميدان رماحه على العادة واسر إليهم أن يصبحوا ما خف من متاعهم وأسلحتهم فما أصبحوا استعدوا كما أشار إليهم وشدوا خيولهم ووصل خبرهم إلى الكتخدا فطلب كبيرهم وسأله فأخبره أن لطيف باشا طلبهم ليعمل معهم رماحة فقال أن هذا اليوم ليس هو موعد الرماحة ومنعهم من الركوب وفي الحال احضر حسن باشا وطاهر باشا واحمد أغا المسمى بونابارته الخازندار وصالح بك السلحدار وإبراهيم أغا آغات الباب ومحو بك وخلافهم ودبوس اوغلي وإسماعيل باشا بن الباشا ومحمود بك الدويدار وتوافق الجميع على الايقاع به وأصبحوا يوم السبت مجتمعين وقد بلغه الخبر واخذوا عليه الطرق وأرسلوا يطلبونه للحضور في مجلسهم فامتنع وقال ما المراد من حضوري فنزل اليه دبوس اوغلي وخدعه فلم يقبل فركب وعاد اليه ثانيا يأمره بالخروج من مصر أن لم يحضر مجلسهم فقال اما الحضور فلا يكون واما الخروج فلا أخالف فيه بشرط أن يكون بكفالة حسن باشا أو طاهر باشا فإني لا آمن أن يتبعوني ويقتلوني خصوصا وقد أوقفوا بجميع الطرق ففارقه دبوس اوغلي فتحير في امره وامر بشد الخيول وأراد الركوب فلم يتسع له ذلك ولم يزل في نقض وابرام إلى الليل فشركوا الجهات وأبواب المدينة أيضا بالعساكر وكثر جمعهم بالقلعة وأبوابها
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»