عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٤١١
وان أبي ذلك ولم يأتي فنحن ذاهبون اليه فقالوا له اكتب له جوابا فقال لااكتب جوابا لأنه لم يرسل معكم جوابا ولا كتابا وكما ارسلكم بمجرد الكلام فعودوا اليه كذلك فلما أصبح الصباح وقت انصرافهم امر باجتماع العساكر فاجتمعوا ونصبوا ميدان الحروب والرمي المتتابع من البنادق والمدافع ليشاهد الرسل ذلك ويروه ويخبروا عنه مرسلهم واستهل شهر ذي الحجة الحرام بيوم الأربعاء 1228 وفي ليلة الأحد تاسع عشره وقعت كائنة لطيف باشا وذلك أن المذكور مملوك الباشا أهداه له عارف بك وهو عارف أفندي بن خليل باشا المنفصل عن قضاء مصر نحو خمس سنوات واختص به الباشا وأحبه ورقاه في الخدم والمناصب إلى أن جعله انختار اغاسي اي صاحب المفتاح وصار له حرمة زائدة وكلمة في باب الباشا وشهرة فلما حصلت النصرة للعسكر واستولوا على المدينة واتوا بمفاتيح زعموا انها مفاتيح المدينة كان هو المتعين بها للسفر للديار الرومية بالبشارة للدولة وأرسلوا صحبته مضيان الذي كان متأمرا بالمدينة ولما وصل إلى دار السلطنة ووصلت اخباره احتفل أهل الدولة بشأنه احتفالا زائدا ونزلوا لملاقاته في المراكب في مسافة بعيدة ودخلوا إلى إسلامبول في موكب جليل وأبهة عظيمة إلى الغاية وسعت أعيان الدولة وعظماؤها بين يديه مشاة وركبانا وكان يوم دخوله يوما مشهودا وقتلوا مضيان المذكور في ذلك اليوم وعلقوه أعلى باب السراية وعملوا شنانك ومدافع وافراحا وولائم وانعم السلطان على لطيف المذكور وأعطاه اطواخا وارسل اليه أعيان الدولة الهدايا والتحف ورجع إلى مصر في أبهة زائدة وداخله الغرور وتعاظم في نفسه ولم يحتفل الباشا بأمره وكذلك أهل دولته لكونه من جنس المماليك وأيضا قد تأسست عدواتهم في نفوسهم وكراهتهم له أشد من كراهتهم لابنائنا وخصوصا كتخدا بك فإنه أشد الناس عداوة وبغضا في جنس المماليك وطفق يلقي لمخدومه ما يغير خاطره عليه ومنها انه يضم اليه أجناسه من
(٤١١)
مفاتيح البحث: شهر ذي الحجة (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»