عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٧
وفيه أيضا حضر أغا يقال له جانم أفندي وصحبته مرسوم قرىء بالديوان في يوم الاثنين مضمونه البشارة بمولود ولد للسلطان وسموه عثمان واجتمع لسماع المشايخ والأعيان وضربوا بعد قراءته شنكا ومدافع واستمر ذلك سبعة أيام في كل وقت من الأوقات الخمسة وفي يوم الثلاثاء عشرينه الموافق الثالث عشر مسرى القبطي وافى النيل المبارك اذرعه ونودى بذلك في الأسواق على العادة وكثر اجتماع غوغاء الناس للخروج إلى الروضة وناحية السد والولائم في البيوت المطلة على الخليج وما يحصل من اجتماع الاخلاط امام جري الماء كما هو المعتاد في كل سنة وانه إذا تودى بالوفاء حصل ذلك الاجتماع في تلك الليلة وكسروا السد في صبحها عادة لا تتخلف فيما نعلم فلما كان اخر النهار ورد الخبر بان الباشا امر بتأخير فتح الخليج إلى يوم الخميس ثانيه فكان كذلك وخرج الباشا في صبح يوم الخميس وكسر السد وجرى الماء في الخليج وتكلف أرباب الدور المطلة على الخليج كلفة ثانية لضيفانهم واستهل شهر رمضان بيوم الجمعة سنة 1228 وفي خامسة يوم الثلاثاء حضر ابن الباشا المسمى بإسماعيل من الديار الرومية ووصل إلى ساحل النيل وبشبرا وضربوا لوصوله مدافع من القلعة وبولاق وشبرا والجيزة وتقدم انه توجه ببشارة الحرمين وأكرمته الدولة وأعطوه اطواخا وفي عاشره حضر قاصد من الديار الرومية ووصل إلى ساحل النيل وصحبته بشارة بمولودة ولدت لحضرة السلطان فعملوا الديوان بالقلعة واجتمع به المشايخ والأعيان وأكابر الدولة وقرئ الفرمان الواصل في شأن ذلك وفي مضمونه الامر للكافة بالفرح والسرور وعمل الشنك وبعد الفراغ من ذلك ضربت المدافع من أبراج القلعة واستمر ضربها في كل وقت آذان خمسة أيام وهذا لم يعهد في الدولة الماضية الا للأولاد الذكور واما الإناث فليس لهن ذكر
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»