عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٠
النصف أوقية والأوقية إلى الرطل الذي يكون وزنه غير محور يعطونه رطلا من حديد ويدفع ثمنه مائة نصف فضة والنصف رطل خمسون وهكذا وهو باب ينجمع منه أكياس كثيرة وفيه أيضا طلب الباشا من عرب الفوائد غرامة سبعين ألف فرانسة فعصوا ورمحوا بإقليم الجيزة واخذوا المواشي وشلحوا من صادفوه ورمح كاشف الجيزة عليهم فصادف منهم اباعر محملة أمتعة لهم وصحبتهم نساء وأولاد فأخذهم ورجع بهم وفيه سافر إبراهيم بك ابن الباشا إلى ناحية قبلي ووصلت الاخبار بوقوع الطاعون بالإسكندرية فاشتد خوف الباشا والعسكر مع قساوتهم وعسفهم وعدم مرحمتهم واستهل شهر ربيع الأول بيوم الخميس سنة 1228 فيه قلدوا شخصا يسمى حسين البرلي وهو الكتخدا عند الكتخدا بك وجعلوه في منصب بيت المال وعزلوا رجب أغا وكان انسانا سهلا لا بأس به فلما تولى هذا ارسل لجميع مشايخ الخطط والحارات وقيد عليهم بأنهم يخبرونه بكل من مات من ذكر أو أنثى ولو كان ذا أولاد وورثة أو غير ذلك وكذلك على حوانيت الأموات وارسل فرامانات إلى بلاد الأرياف والبنادر بمعنى ذلك وفي يوم الأحد رابعه طلب الباشا حسين أفندي الروزنامجي وطلب منه ما قرره عليه وكان قد باع حصصه واملاكه ودار مسكنه فلم يوف الا خمسمائة كيس فقال له مالك لم توف القدر المطلوب وما هذا التأخير وانا محتاج إلى المال فقال لم يبق عندي شيء وقد بعت التزامي واملاكي وبيتي وتداينت من الربويين حتى أوفيت خمسمائة كيس وها انا بين يديك فقال له هذا كلام لا يروج علي ولا ينفعك بل اخرج المال المدفون فقال لم يكن عندي مال مدفون واما الذي أخبرك عنه فيذهب فيخرجه من محله فحنق منه وسيه وقبض على لحيته ولطمه على وجهه وجرد السيف ليضربه
(٤٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 ... » »»