عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٥١
المصريين في الحروب بل طريقتهم المصادمة وانفصال الحرب في ساعة اما غالب أو مغلوب وأما هذا الحال فإنه يستدعي طولا وذلك يقتضي الخراب والتعطيل ووقف الحال فقال الباشا انا ما قلت لكم هذا الكلام أولا وثانيا هيا شهلوا أحوالكم ونبهوا على الخروج يوم الاثنين وانا قبلكم وفي ليلة الاثنين حضر شخصان من الططر ودخلا من باب النصر وأظهرا انهما وصلا من الديار الرومية على طريق الشام وعلى يدهما مرسومات حاصلهما الاخبار بحضور عساكر برية وعليهم باشا كبير وذلك أيضا لا أصل ونودى في ذلك اليوم بالخروج إلى المتاريس وكل من خرج يطلع أولا إلى القلعة ويأخذ نفقة من باب مستحفظان وقدرها خمسة عشر ريالا فطلع منهم حملة واخذوا نفقاتهم وخرجوا إلى المتاريس بالجيزة وفي يوم الأربعاء خامس عشرينه وردت مكاتبات من الديار الحجازية وأخبروا فيها بوفا الشريف سرور شريف مكة وولاية أخيه الشريف غالب وفي ليلة الأحد تاسع عشرينه مات إبراهيم بك قشطة صهر إسماعيل بك مطعونا وفيه عزل إسماعيل بك المعلم يوسف كساب الجمركي بديوان بولاق ونفاه إلى بلاد الإفرنج وقيل إنه غرقه ببحر النيل وقلد مكانه مخاييل كحيل على عشرين الف ريال دفعها واستهل شهر رجب بيوم الثلاثاء وفي كل يوم ينادي المنادى بالخروج ويهدد من تخلف واستمروا متترسين بالبرين وبعض الامراء ناحية طرا وبعضهم بمصر القديمة في خلاعاتهم وبعضهم بالجيزة كذلك إلى أن ضاق الحال بالناس وتعطلت الاسفار وانقطع الجالب من قبلي وبحري وارسل إسماعيل بك إلى عرب البحيرة والهنادي فحضروا بجمعهم واخلاطهم وانتشروا في الجهة الغربية من رشيد إلى الجيزة ينهبون البلاد ويأكلون الزروعات ويضربون المراكب
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»