عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٢ - الصفحة ٥٢
في البحر ويقتلون الناس حتى قتلوا في يوم واحد من بلد النجيلة نيفا وثلاثمائة انسان وكذلك فعل عرب الشرق والجزيرة بالبر الشرقي وكذلك رسلان وباشا النجار بالمنوفية فتعطل السير برا وبحرا ولو بالخفارة حتى أن الانسان يخاف أن يذهب من المدينة إلى بولاق أو خارج باب النصر وفي يوم السبت خامسه نهب سوق انبابة وفيه قتل حمزة كاشف المعروف بالدويدار رجلا نصرانيا روميا صائغا اتهمه مع حريمه فقبض عليه وعذبه أياما وقلع عينيه وأسنانه وقطع انفه وشفتيه وأطرافه حتى مات بعد ان استأذن فيه حسن بك الجداوي وعندما قبض عليه ارسل حسن بك ونهب باقي حانوته من جوهر ومصاغ الناس وغير ذلك وطلق الزوجة بعد ان أراد قتلها فهربت عند الست نفيسة زوجة مراد بك وفي يوم الأحد أخذ إسماعيل بك فرمانا من الباشا بفردة على البلاد لسليم بك أمير الحاج ليستعين بها على الحج وقرر على كل بلدة مائة ريال وجملا وفي يوم الثلاثاء اجتمع الامراء والوجاقلية والمشايخ بقصر العيني فأظهر لهم إسماعيل بك الفرمان وعرفهم احتياج الحال لذلك فقام الاختيارية واغلظوا عليه ومانعوا في ذلك وفي يوم الخميس سابع عشرة وصل نحو الألف من عسكر الارنؤد إلى ساحل بولاق وعليهم كبير يسمى إسماعيل باشا فخرج إسماعيل بك وحسن بك وعلي بك ورضوان بك لملاقاته ومدوا له سماطا عند مكان الحلي القديم وفي يوم الجمعة ثامن عشرة أمطرت السماء من بعد الفجر إلى العشاء وأطبق الغيم قبل الغروب وارعد رعدا قويا وابرق برقا ساطعا ثم خرجت فرتونة نكباء شرقية شمالية واستمر البرق والمطر يتسلسل غالب الليل وكان ذلك سابع عشر برمودة وخامس عشر نيسان وخامس درجة من برج الثور فسبحان الفعال لما يريد
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»