عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٦١٢
وكان ذلك في آخر أيام المولد فذهبوا إلى الشيخ الدردير وكان هناك بقصد الزيارة وشكوا اليه ما حل بهم فأمر الشيخ بعض اتباعه بالذهاب اليه فامتنع الجماعة من مخاطبة ذلك الكاشف فركب الشيخ بنفسه وتبعه جماعة كثيرة من العامة فلما وصل إلى خيمة كتخدا الكاشف دعاه فحضر اليه والشيخ راكب على بغلته فكلمه ووبخه وقال له أنتم ما تخافون من الله ففي أثناء كلام الشيخ لكتخدا الكاشف هجم على الكتخدا رجل من عامة الناس وضربه بنبوت فلما عاين خدامه ضرب سيدهم هجموا على العامة بنبابيتهم وعصيهم وقبضوا على السيد أحمد الصافي تابع الشيخ وضربوه عدة نبابيت وهاجت الناس على بعضهم ووقع النهب في الخيم وفي البلد ونهبت عدة دكاكين وأسرع الشيخ في الرجوع إلى محله وراق الحال بعد ذلك وركب كاشف المنوفية وهو من جماعة إبراهيم بك الكبير وحضر إلى كاشف الغربية وأخذه وحضر به إلى الشيخ وأخذوا بخاطره وصالحوه ونادوا بالأمان وانفض المولد ورجع الناس إلى أوطانهم وكذلك الشيخ الدردير فلما استقر بمنزله حضر اليه إبراهيم بك الوالي وأخذ بخاطره أيضا وكذلك براهيم بك الكبير وكتخدا الجاويشية وفي سابع عشرة ركب حسين بك الشفت وقت القائلة وحضر إلى بيت صغير بسوق الماطيين وصحبته امرأة فصعد اليه ونقب في حائط وأخرج منه برمة مملوءة ذهبا فأخذها وذهب وخبر ذلك ان هذا البيت كان لرجل زيات في السنين الخالية فاجتمع لديه هذه الدنانير فوضعها في برمة من الفخار وافرج لها نقبا في كتف الحائط ووضعها فيه وبنى عليها وسواها بالجبس وكانت هذه المرأة ابنة صغيرة تنظر اليه ومات ذلك الرجل وبيعت الدار بعد مدة ووقفها الذي اشتراها وتداولت الأعوام وآل البيت إلى وقف المشهد الحسيني وسكنه الناس بالأجرة ومضى
(٦١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 607 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 ... » »»