عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٦٠١
وبالخصوص على السيد علي وصعب عليه جدا وأدى ذلك إلى الانقطاع الكلي ولما مات الشيخ العزيزي تنزل المترجم في مشيخة القراء بمقام السيدة نفيسة رضي الله عنها وكان انسانا حسنا جامعا للفضائل وحضر معنا الهداية في فقه الحنفية على شيخنا المرحوم العلامة الشيخ مصطفى الطائي الحنفي وكان يناقش في بعض المسائل المخالفة لمذهبه إلى أن وافاه الحمام في هذه السنة رحمه الله ومات أوحد الفضلاء وأعظم النبلاء العلامة المحقق والفهامة المدقق الفقيه النبيه الأصولي المعقولي المنطقي الشيخ أبو الحسن بن عمر القلعي ابن علي المغربي المالكي قدم إلى مصر في سنة 1154 وكان لديه استعداد وقابلية وحضر أشياخ الوقت مثل البليدى والملوى والجوهري والحفني والشيخ الصعيدى واتحد بالشيخ الوالد وزوجه زوجة مملوكه مصطفى بعد وفاته وهي خديجة معتوقة المرحوم الخواجا المعروف بمدينة وأقامت معه نحو الأربعين سنة حتى كبر سنها وهرمت وتسرى عليها مرتين ولما حضر المرحوم محمد باشا راغب واليا على مصر اجتمع به ومارسه وأحبه وشرح رسالته التي ألفها في علم العروض والقوافي ولما عزل راغب وذهب إلى دار السلطنة وتولى الصدارة سافر اليه المترجم فأجله وأكرمه ورتب له جامكية بالضربخانة بمصر ورجع إلى مصر وتولى مشيخة رواق المغاربة ثلاث مرات بشهامة وصرامة زائدة وسبب عزله في المرة الوسطى ان بعض المغاربة تشاجر مع الشيخ علي الشنويهي وانتصر هو للمغاربة لحمية الجنسية ونهر الشيخ علي فذهب الشيخ علي واشتكاه إلى علي بك في أيام امارته فأحضره علي بك فتطاول على الشيخ علي بحضرة الأمير وادعى الشيخ علي بأنه لطمه على وجهه في الجامع فكذبه المترجم فحلف الشيخ علي بالله على ذلك فقال له المترجم احلف بالطلاق فاغتاظ منه الأمير علي بك وصرفهما وارسل في الحال واحضر الشيخ عبد الرحمن
(٦٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 596 597 598 599 600 601 602 603 604 605 606 ... » »»