واضرابهم وتفقه ودرس بالجامع الأزهر وانتفع به الطلبة وقرأ دروسا بمشهد شمس الدين الحنفي وكان يسكن في بولاق ويأتي كل يوم إلى مصر لالقاء الدروس وكان انسانا حسنا صبورا محتسبا فصيحا مفوها له اعتقاد في أهل الله توفي تاسع ربيع الثاني سنة تسع وتسعين هذه ومات الامام الصالح الناسك المجود السيد علي بن محمد الغوصي البدري الرفاعي المعروف بالقراء وهو والد صاحبنا العلامة السيد حسن البدري ولد بمصر وحفظ القرآن وجوده على شيخ القراء شهاب الدين أحمد بن عمر الاسقاطي وبه تخرج واقرأ القرآن بالسبعة كثيرا بالجامع الأزهر وبرواق الاروام وانتفع به الطلبة طبقة بعد طبقة وكان لع معرفة ببعض الاسرار والروحانيات وغير ذلك ومات الاختيار المفضل المبجل علي بن عبد الله الرومي الأصل مولى درويش أغا المعروف الآن بمحرم أفندي باش اختيار وجاق الجاويشية كان لكونه خدم عنده وهو صغير اشتغل بالخط وجوده على المرحوم حسن الضيائي وعبد الله الانبس وأدرك الطبقة منهم ومهر فيه وانجب ولم يكونا اجازاه فعمل له مجلسا في منزل المرحوم علي أغا وكيل دار السعادة واجتمع فيه أرباب الفن من الخطاطين واجازه حسن أفندي الرشدى مولى علي أغا المشار اليه وكان يوما مشهودا ولقب بدرويش وكتب بخطه كثيرا وحج سنة 1171 واجتمع بالحرمين على الأفاضل وتلقى منهم أشياء وعاد إلى مصر واجتمع بأديب عصره محمد بن عمر الخوانكي أحد تلامذة الشهاب الخفاجي فتعلق بعناية بالأدب وصار في محفوظيته جملة من أشعاره وقصائده وجملة من قصائد الأرجاني وجملة من المقامات الحريرية وعني بحفظ القرآن فحفظه على كبره وتعب فيه وحفظ أسماء أهل بدر وكان دائما يتلوها ولاجله ألف شيخنا السيد محمد مرتضى شرح الصدر في شرح أسماء أهل بدر في عشرين كراسا والتفتيش في
(٥٩٧)