عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٥٣٨
وفيهه جاءت الاخبار بان حسن بك ورضوان بك قوى أمرهم وجمعوا جموعا وحضروا إلى دجرجا والتف عليهم أولاد همام والجعافرة وإسماعيل أبو علي فتجهز مراد بك وسافر قبله أيوب بك الصغير ثم سافر هو أيضا فلما قربوا من دجرجا ولى القبالي وصعدوا إلى فوق فأقام مراد بك في دجرجا إلى أوائل رجب وقبض على إسماعيل أبي علي وقتله ونهب ماله وعبيده وفرق بلاده على كشافه وجماعته وفي منتصف شهر رجب ظهر بمصر وضواحيها مرض سموه بأبي الركب وفشا في الناس قاطبة حتى الأطفال وهو عبارة عن حمى ومقدار شدته ثلاثة أيام وقد يزيد على ذلك وينقص بحسب اختلاف الأمزجة ويحدث وجعا في المفاصل والركب والأطراف ويوقف حركة الأصابع وبعض ورم ويبقى أثره أكثر من شهر ويأتي الشخص على غفلة فيسخن البدن ويضرب على الانسان دماغه وركبه ويذهب بالعرق والحمام وهو من الحوادث الغريبة وفي عشرين رجب وصل مراد بك من ناحية قبلي وصحبته منهوبات وأبقار وأغنام كثيرة وفي يوم الجمعة ثاني عشرينه الموافق لثاني شهر مسرى القبطي وفا النيل المبارك ثم زاد في ليلتها زيادة كثيرة حتى علا على السد وجرى الماء في الخليج بنفسه وأصبح الناس فوجدوا الخليج جاريا وفيه المراكب فلم تحصل الجمعية ولم ينزل الباشا على العادة وفي أواخر شهر شعبان وصل إلى مصر قابجي باشا وبيده أوامر بعزل إسماعيل باشا عن مصر ويتوجه إلى جدة وان إبراهيم باشا والي جدة يأتي إلى مصر وفرمان آخر بطلب الخزينة وفي شهر شوال وصلت الاخبار بموت علي بك السروجي وحسن بك سوق السلاح بغزة
(٥٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 533 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 ... » »»