أغا هذا ففعل به ذلك ولما حضر اليه ليمثل به ودخل اليه وصحبته الجلاد وصار يقول للجلاد ارفق بسيدي ولا نؤلمه ونحو ذلك ولما ملك محمد بك ودخل مصر أرسله إلى عبد الله بك كتخدا الباشا الذي خامر على سيده وانضم إلى علي بك فذهب اليه وقيض عليه ورمى عنقه في وسط بيته ورجع برأسه إلى مخدومه وباشر الحسبة مدة مع الاغاوية وكان السوقة يحبونه وتولى ناظرا على الجامع الأزهر مدة وكان يحب العلماء ويتأدب مع أهل العلم ويقبل شفاعاتهم وله دهقنة وتبصر في الأمور وعنده قوة فراسة وشدة حزم حتى غلب القضاء على حزمة عفا الله عنه ومات الأمير عبد الرحمن بك وهو من مماليك علي بك وصناجقة الذين أمرهم ورقاهم فهو خشداش محمد بك أبي الذهب وحسن بك الجداوي وأيوب بك ورضوان بك وغيرهم وكان موصوفا بالشجاعة والاقدام فلما انقضت أيام علي بك وظهر أمر محمد بك خمل ذكره مع خشدشينه إلى أن حصلت الحادثة بين المحمديين وإسماعيل بك فرد لهم امرياتهم الا عبد الرحمن هذا فبقى على حاله مع كونه ظاهر الذكر فلما كان يوم قتل يوسف بك وكان هو أول ضارب فيه وهرب في ذلك اليوم من بقي من المحمدية وأخرج باقيهم منفيين ردوا له صنجقيته كما كان ثم طلع مع خشداشينه لمحاربتهم بقبلي ثم والسوا على إسماعيل بك وانضموا إليهم ودخلوا معهم إلى مصر كما ذكر ثم وقع بينهم التحاقد والتزاحم على انفاذ الأمر والنهي وكان أعظم المتحاقدين عليهم مراد بك وهم له كذلك وتخيل الفريقان من بعضهم البعض ودخل المحمدية الخوف الشديد من الطلوية إلى أن صاروا لا يستقرون في بيوتهم فلازموا الخروج إلى خارج المدينة والمبيت بالقصور وخرج إبراهيم بك واتباعه إلى جهة العادلية ومراد بك واتباعه إلى جهة مصر القديمة فلما كان يوم السبت سابع عشر جمادى الأولى أصبح مراد بك منتفخ الأوداج من القهر فاختلى مع من
(٥٣٣)