يزيد بن قطن بن زياد بن الحرث بن مالك بن كعب بن الحرث وهم بيت مذحج وملوك نجران وكانت رياستهم في عبد المدان بن الديان وانتهت قبيل البعثة إلى يزيد بن عبد المدان ووفد أخوه عبد الحجر بن عبد المدان على النبي صلى الله عليه وسلم على يد خالد بن الوليد وكان ابن أخيهم زياد بن عبد الله بن عبد المدان خال السفاح وولاه نجران واليمامة (وقال ابن سعيد) ولم يزل الملك بنجران في بنى عبد المدان ثم في بنى أبى الجواد منهم وكان منهم في المائة السادسة عبد القيس بن أبي الجواد ثم صار الامر لهذا العهد إلى الأعاجم شأن النواحي كلها بالمشرق ثم من بطون الحرث بن كعب بنو معقل وهو ربيعة بن الحرث بن كعب وقد يقال ان المعقل الذين هم بالمغرب الأقصى لهذا العهد انما هم من هذا البطن وليسوا من معقل بن كعب القضاعيين ويؤيد هذا أن هؤلاء المعقل جميعا ينتسبون إلى ربيعة وربيعة اسم معقل هذا كما رأيت والله تعالى أعلم (وأما بنو مرة بن أدد اخوة طي ومذحج والأشعريين فهم أبطن كثيرة وتنتهي كلها إلى الحرث ابن مرة مثل خولان ومعافر ولخم وجذام وعاملة وكندة فأما معافر فهم بنو يعفر بن مالك بن الحرث بن مرة وافترقوا في الفتوحات وكان منهم المنصور بن أبي عامر صاحب هشام بالأندلس وأما خولان واسمه أفكل بن عمرو بن مالك وعمرو أخو يعفر وبلادهم في جبال اليمن من شرقيه وافترقوا في الفتوحات وليس منهم اليوم وبرية الا باليمن وهم لهذا العهد وهمدان أعظم قبائل العرب باليمن ولهم الغلب على أهله والكثير من حصونه وأما لخم واسمه مالك بن عدى بن الحرث بن مرة فبطن كبير متسع ذو شعوب وقبائل منهم الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم ومن أكبرهم بنو نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحرث بن مسعود بن مالك بن عمم بن انمارة بن لخم ويقال نمارة وهم رهط آل المنذر وحافده عمرو بن عدى بن نصر هو ابن أخت جذيمة الوضاح الذي أخذ بثاره من الزبا قاتلته وولى الملك على العرب للأكاسرة بعد خاله جذيمة وأنزلوه بالحيرة حسبما يأتي الخبر عن ملكه وملك بنيه ومن شعوب بنى لخم هؤلاء كان بنو عباد ملوك إشبيلية ويأتي ذكرهم وأما جذام واسمه عمرو بن عدى أخو لخم بن عدى فبطن متسع له شعوب كثيرة مثل غطفان وامصى وبنو حرام بن جذام وبنو ضبيب وبنو مخرمة وبنو بعجة وبنو نفاثة وديارهم حوالي إيلة من أول أعمال الحجاز إلى الينبع بن أطراف يثرب وكانت لهم رياسة في معان وما حولها من أرض الشأم لبنى النافرة من نفاثة ثم لفروة ابن عمرو بن النافرة منهم وكان عاملا للروم على قومه وعلى من كان حوالي معان من العرب وهو الذي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وسمع بذلك قيصر فأغرى به الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان فأخذه وصلبه
(٢٥٦)