تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون - ج ١ - الصفحة ٧
الاختصار والتلخيص * مفتديا بالمرام السهل من العويص * داخلا من باب الأسباب على العموم إلى الاخبار على الخصوص فاستوعب أخبار الخليقة استيعابا * وذلل من الحكم النافرة صعابا * وأعطى لحوادث الدول عللا وأسبابا * فأصبح للحكمة صوانا * وللتاريخ جوابا ولما كان مشتملا على أخبار العرب والبربر * من أهل المدر والوبر * والالماع بمن عاصرهم من الدول الكبر * وأفصح بالذكرى والعبر * في مبتدأ الأحوال ومما بعدها من الخبر * سميته كتاب العبر * وديوان المبتدأ والخبر * في أيام العرب والعجم والبربر * ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر * ولم أترك شيئا في أولية الأجيال والدول * وتعاصر الأمم الأول * وأسباب التصرف والحول * في القرون الخالية والملل * وما يعرض في العمران من دولة وملة * ومدينة وحلة * وعزة وذلة * وكثرة وقلة * وعلم وصناعة * وكسب وإضاعة * وأحوال متقلبة مشاعة * وبدو وحضر * وواقع ومنتظر * إلا واستوعبت جمله * وأوضحت براهينه وعلله * فجاء هذا الكتاب فذا بما ضمنته من العلوم الغريبة * والحكم المحجوبة القريبة * وأنا من بعدها موقن بالقصور * بين أهل العصور * معترف بالعجز عن المضاء * في مثل هذا القضاء * راغب من أهل اليد البيضاء * والمعارف المتسعة الفضاء * في النظر بعين الانتقاد لا بعين الارتضاء * والتغمد لما يعثرون عليه بالاصلاح والاغضاء * فالبضاعة بين أهل العلم مزجاة * والاعتراف من اللوم منجاة * والحسنى من الاخوان مرتجاة * والله اسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وهو حسبي ونعم الوكيل وبعد أن استوفيت علاجه * وأنرت مشكاته للمستبصرين وأذكيت سراجه * وأوضحت بين العلوم طريقه ومنهاجه * وأوسعت في فضاء المعارف نطاقه وأدرت سياجه * أتحفت بهذه النسخة منه (1) خزانة مولانا السلطان الامام المجاهد * الفاتح

(١) قوله أتحفت بهذه النسخة منه الخ وجد في نسخة بخط بعض فضلاء المغاربة زيادة قبل قوله تحفت وبعد قوله وأدرت سياجه ونصها التمست له الكف الذي يلح بعين الاستبصار فنونه. ويلحظ بمداركه الشريفة معياره الصحيح وقانونه. ويميز رقبته في المعارف عما دونه فسرحت فكري في فضاء الوجود. وأجلت نظري ليل النمام والهجود. بين التهائم والنجود. في العلماء الركع والسجود. والخلفا اهل الكرم والجود.
حتى وقف الاختيار بساحة الكمال. وطافت الأفكار بموقف الآمال. وظفرت أيدي المساعي والاعتمال.
بمنندي المعارف مشرفة فيه غرر الجمال. وحدائق العلوم الوارفة الظلال. عن اليمين والشمال. فاتخت مطي الأفكار في عرصاتها * وجلوت محاسن الانطار على منصاتها. واتحفت بديوانها مقاصير ايوانها. واطلعته كوكبا وقادا في أفق خزانتها وصوانها. ليكون آية للعقلاء يهتدون بمناره. ويعرفون فضل المدارك الانسانية في اثاره. وهي خزانة مولانا السلطان الامام المجاهد. الفاتح الماهد. إلى اخر النعوت المذكورة هنا ثم قال الخليفة أمير المؤمنين المتوكل على رب العالمين أبو العباس احمد ابن مولانا الأمير الطاهر المقدس أبي عبد الله محمد ابن مولانا الخليفة المقدس أمير المؤمنين. أبي يحيى أبي بكر ابن الخلفاء الراشدين. من أئمة الموجدين الذين جددوا الدين. ونهجوا السبل للمهتدين. ومحوا اثار البغاة المفسدين من المجسمسة والمعتدين. سلالة أبى الحفص والفاروق. والنبعة النامية على تلك المفارس الزاكية والعروق. والنور المتلالي من تلك الأشعة والبروق. فاوردنه من مودعها إلى العلي بحيث مقر الهدى. ورياض المعارف خضلة الندي إلى اخر ما ذكر هنا الا انه لم يقيد الإمامة بالفارسية لكن النسخة المذكورة مختصرة عن هذه النسخة المنقولة من خزانة الكتب الفارسية ولم يقل فيها ثم كانت الرحلة إلى المشرق الخ
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»