الاختصار والتلخيص * مفتديا بالمرام السهل من العويص * داخلا من باب الأسباب على العموم إلى الاخبار على الخصوص فاستوعب أخبار الخليقة استيعابا * وذلل من الحكم النافرة صعابا * وأعطى لحوادث الدول عللا وأسبابا * فأصبح للحكمة صوانا * وللتاريخ جوابا ولما كان مشتملا على أخبار العرب والبربر * من أهل المدر والوبر * والالماع بمن عاصرهم من الدول الكبر * وأفصح بالذكرى والعبر * في مبتدأ الأحوال ومما بعدها من الخبر * سميته كتاب العبر * وديوان المبتدأ والخبر * في أيام العرب والعجم والبربر * ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر * ولم أترك شيئا في أولية الأجيال والدول * وتعاصر الأمم الأول * وأسباب التصرف والحول * في القرون الخالية والملل * وما يعرض في العمران من دولة وملة * ومدينة وحلة * وعزة وذلة * وكثرة وقلة * وعلم وصناعة * وكسب وإضاعة * وأحوال متقلبة مشاعة * وبدو وحضر * وواقع ومنتظر * إلا واستوعبت جمله * وأوضحت براهينه وعلله * فجاء هذا الكتاب فذا بما ضمنته من العلوم الغريبة * والحكم المحجوبة القريبة * وأنا من بعدها موقن بالقصور * بين أهل العصور * معترف بالعجز عن المضاء * في مثل هذا القضاء * راغب من أهل اليد البيضاء * والمعارف المتسعة الفضاء * في النظر بعين الانتقاد لا بعين الارتضاء * والتغمد لما يعثرون عليه بالاصلاح والاغضاء * فالبضاعة بين أهل العلم مزجاة * والاعتراف من اللوم منجاة * والحسنى من الاخوان مرتجاة * والله اسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وهو حسبي ونعم الوكيل وبعد أن استوفيت علاجه * وأنرت مشكاته للمستبصرين وأذكيت سراجه * وأوضحت بين العلوم طريقه ومنهاجه * وأوسعت في فضاء المعارف نطاقه وأدرت سياجه * أتحفت بهذه النسخة منه (1) خزانة مولانا السلطان الامام المجاهد * الفاتح
(٧)