بسم الله الرحمن الرحيم يقول العبد الفقير إلى الله تعالى الغني بلطفه عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي وفقه الله الحمد لله الذي له العزة والجبروت * وبيده الملك والملكوت * وله الأسماء الحسنى والنعوت * العالم فلا يغرب عنه ما تظهره النجوى أو يخفيه السكوت * القادر فلا يعجزه شئ في السماوات والأرض ولا يفوت * أنشأنا من الأرض نسما * واستعمرنا فيها أجيالا وأمما ويسر لنا منها أرزاقا وقسما * تكنفنا الأرحام والبيوت * ويكفلنا الرزق والقوت * وتبلينا الأيام والوقوت * وتعتورنا الآجال التي خط علينا كتابها الموقوت وله البقاء والثبوت * وهو الحي الذي لا يموت * والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد النبي العربي المكتوب في التوراة والإنجيل المنعوت * الذي تمحض لفصاله الكون قبل أن تتعاقب الآحاد والسبوت * ويتباين زحل واليهموت (1) * وعلى آله وأصحابه الذين لهم في صحبته وأتباعه الأثر البعيد والصيت * والشمل الجميع في مظاهرته ولعدوهم الشمل الشتيت * صلى الله عليه وعليهم ما اتصل بالاسلام جده المبخوت * وانقطع بالكفر حبله المبتوت * وسلم كثيرا أما بعد فإن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال وتشد إليه الركائب والرحال * وتسمو إلى معرفته السوقة والاغفال * وتتنافس فيه الملوك والأقيال * وتتساوى في فهمه العلماء والجهال * إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار
(٣)