فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٨٦
شعب بوان ويغمدفى مفاصله سيف غمدان ويبهت لمباهاته ناظر الإيوان فالأغصان مائسة في سندسيها متظاهرة بفاخر حليها قد ألحقتها الأنهار فأثقلتها بحملها ولا عبتها الصبا فتلقت كل واحدة بمثلها:
* لها ثمر تشير إليك منه * بأشربة وقفن بلا أواني * * وأمواه يصل بها حصاها * صليل الحلى في أيدي الغوانى * فسرنا منها بين جنات كظهور البزاة وجداول كبطون الحيات قد هز الشوق أطيارها فصدحت وحرك النسيم رباها فنفحت فحنت عليها أفنانها حنو الوالدات على اليتيم وحجبت عن معارضتنا حاجب الشمس وأذنت للنسيم فإذا أصابت شمسها فرجة لا حظتنا ملاحظة الحياء وألقت فضة الماء شعاعها فصححت صنعة الكيمياء ثم أفضينا إلى فضاء قد أثرى من الروض ثراه وغنى عن منة السحاب ذراه قد تشابه فيه الشقيقان خدا وزهرا واقترن به الياسمين أقاحا وثغرا وتغاير أخضراه آسا وعذارا وأصفراه عاشقا وبهارا فأي هم لا تطرده أنهارها المطردة وفرح لا تجليه أطيارها المغردة ولما وصلنا إلى محلها الذي هو مجتمع الأهواء ومقر السراء ومقتنص الظباء واستوطنا وطنها الذي هو للظامى نهلة وللمستوفز عقلة:
* أجد لنا طيب المكان وحسنه * منى فتمنينا فكنت الأمانيا * هذا - مع إكثاره - لا يبلغ اليسير من نعتها وما نرى آية من الحسن إلا هي أكبر من أختها:
* وإن ' دمشقا ' وهى في الأرض جنة * محاسنها للبعد عنك معايب * والله تعالى يجمع الشمل على الإيثار ويملأ أوطان المولى باليسار تمت ومن شعر ابن زيلاق رحمه الله تعالى * إلى الله أشكو هاجري ومعنفي * عليه فكل جائر في احتكامه * * حبيب نأى عني الكرى بملالة * وواش دنا مني الأسى بملامة * * غريب المعاني قام عذر صبابتي * بحسن عذاريه ولين قوامه * * له هيف الغصن الرطيب ولينه * ولي من تجنيه بكاء حمامه * * تفرد قلبي دونه بهمومه * وشارك جسمي خضره في سقامه * * سقى الله ليلا حين جاد بوصله * وقد كان لا يسخو برد سلامه *
(٦٨٦)
مفاتيح البحث: البكاء (1)، الأكل (1)، اليتم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 681 682 683 684 685 686 687 688 689 690 691 ... » »»