فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٥٢
وقال أيضا * رأى البرق نجديا فجن بمن يهوى * ولاحت له نار فحن إلى حزوى * * وهبت له من جانب الغور نفحة * أتته بريا ساكني السفح من رضوى * * محب له معزى بهم كلف جو * إلى اللوم فيهم ما أصاخ ولا ألوى * * يناجي نسيم الصبح عند هبوبه * بأخبار ذاك الحي يا طيبها نجوى * * ويشكو إليه ما يلاقي من الهوى * كذا كل صب يستريح إلى الشكوى * * فيا راحة الروح التي شغفت بهم * ويا منتهى المطلوب والغاية القصوى * * رويتم حديث الصد عال مسلسل * فلم ذا أحاديث التواصل لا تروى * * مرابع ذكراكم بقلبي أواهل * ومغنى التسلي عن محبتكم أقوى * * أرى كل خلق يدعيكم وينتمي * إليكم ولكن من تصح له الدعوى * * سلام على أهل الغرام جميعهم * وخفف عنهم ما يلاقوا من البلوى * * عذاب الهوى مستعذب عند أهله * وغلتهم فيه مدى الدهر لا تروى * * سكارى وما دارت على القوم خمرة * سوى أن خمر الحب طرحهم نشوى * وقال أيضا * أهيل الحمى والنازلين ب دارمة * ومن حل تلك الدار بالأجرع الفرد * * أحن إليكم كل حين ولحظة * وتطلبكم عيني وإن كنتم عندي * * وفي القلب ما فيه من الشوق والجوى * سلام على نجد ومن حل في نجد * * وأذكركم والدار قد نزحت بنا * فأسبل دمعي كالجمان على خدي * * فيا أهل ذياك الحمى وحياتكم * يمين وفي لا يحول على العهد * * هواي الهوى المعهود ليس بزائل * وإن بعدت داري ووجدي بكم وجدي * * مقيم على رعي العهود وحفظها * فيا ليت علمي كيف حالكم بعدي * * ترى بعد هذا البعد يرجى لقاؤنا * ويجمعنا ظل لدى البان والرند * * وأشرح ما قاسيته ولقيته * فيا نيل آمالي بذاك ويا سعدي * وقال أيضا * شفيعي إليكم ذلتي وخضوعي * وفرط غرامي فيكم وولوعي * * وشدة أشواقي إليكم وحرقتي * عليكم وأنفاسي وفيض دموعي * * جنابكم لي موطن وحماكم * ملاذ وأنتم مفزعي ونزوعي *
(٦٥٢)
مفاتيح البحث: كتاب أمالى الصدوق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 647 648 649 650 651 652 653 654 655 656 657 ... » »»