فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٥٣
* تقضى زماني في هواكم فلا أرى * سواكم إليه موئلي ورجوعي * وقال أيضا * سلام عليكم شطت الدار بيننا * على أن ذكراكم قريب إلى قلبي * * إذا العين لم تلقاكم وتراكم * ففكري يلقاكم على البعد والقرب * 589 جمال الدين الشاعر يوسف بن سليمان بن أبي الحسين بن إبراهيم الفقيه الأديب الشاعر الخطيب الصوفي الشافعي جمال الدين سألته عن مولده فقال لي سنة ثلاث وتسعين وستمائة ب نابلس ونشأ ب دمشق وقرأ بها الأدب على الشيخ تاج الدين اليمني والنحو على الشيخ نجم الدين القحفازي وغيره وحج سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ثم حج في سنة سبع وأربعين وسبعمائة عقيب موت ولده سليمان فإنه حصل له عليه وجد عظيم وألم كثير فما رأى نفسه لنفسه دواء غير الحج وهو شاعر مجيد في المقاطيع يجيد نظمها ومعناها وله بديهة مطاوعة وارتجال مسرع لذيذ المفاكهة جميل الود حسن الملقى توفي رحمه الله تعالى في ثامن عشر ربيع الآخر سنة خمسين وسبعمائة ولم ينقطع غير يوم واحد أنشدني لنفسه * أسر الفؤاد ودمع عيني أطلقا * والوجد جدده وصبري مزقا * * حلو الشمائل ما أمر صدوده * متنعم قد لذ لي فيه الشقا * * كملت محاسنه فلو أهدى السنا * للبدر عند كماله ما أشرقا * * يا عاذلي أقصر وتب عما مضى * ما أنت في عذل المحب موفقا * * يا فاتر الأجفان أحرقت الحشا * منى فمت صبابة وتشوقا * * يمضي الزمان وما أزور دياركم * من خشية الرقباء عند الملتقى * * وأريد أسبح في الدموع عليكم * فأخاف من ضعف القوى أن أغرقا *
(٦٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 648 649 650 651 652 653 654 655 656 657 658 ... » »»