وقرأ الحديث الكثير على المشايخ ونسخ الكتب بخطه الحسن وكان متواضعا يخالط الأدباء وله نظم ونثر وتصانيف وفرائد ونكت وطرف وذكره العماد الكاتب في الخريدة وقال إن له من الكتب كتاب البلغة وكتاب جونة الند وأورد له من الشعر * كم من كتاب قد تصفحته * وقلت في ذهني صححته * * ثم إذا طالعته ثانيا * رأيت تصحيفا فأصلحته * ومن شعره * حلاوة أيام الوصال شهية * ولكن ليالي الهجر أمررن طعمها * * ولي كبد حرى ونفس عليلة * كليم تولى كلمها البيض كالمها * وقال * وقالوا لي أبو حسن كريم * فقلت الميم هاء في العبارة * * وما لجلاله أرجوه لكن * رأيت الكلب يرمي بالحجارة * وقال * يرى الناس منه كالمسيح بن مريم * وفي ثوبه التمساح أو هو أغدر * * أغركم منه تقلص ثوبه * وذلك حب دونه الفخ فاحذروا * 584 الخازن الشافعي يعقوب بن سليمان بن داود أبو يوسف الخازن الإسفراييني سافر إلى العراق والشام وسكن بغداد وتفقه على القاضي أبي الطيب الطبري وكان خازن الكتب بالنظامية وهو فقيه فاضل حسن المعرفة بالأصول على مذهب الأشعري وله معرفة بالأدب وكان يكتب خطا جيدا وصنف كتاب: ' المستظهري ' في الإمامة وشرائط الخلافة والسير العادلة وكتاب: ' سير الخلفاء ' و ' محاسن الآداب ' و ' بدائع الأخبار وروائع الأشعار ' وتوفى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة رحمه الله
(٦٤٧)