فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٢
بنا والمتجرئ علينا بئس والله ما اخترت لنفسك خير قليل وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعته مشهورة وضرباته مذكورة اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك والله إن أدع قيسا إليك لا تقم لها وما قيس تملأ والله الفضاء خيلا ورجلا سبحان الله ما أكثرها فبينما هو كذلك إذا بالكلب قد خرج فقال الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفانا حربا وقال يوما إني أخرج إلى الصحراء فأدعو بالغربان فتقع حولى فآخذ منها ما أشاء فقيل له يا أبا حية أفرأيت إن خرجنا إلى الصحراء فدعوتها فلم تأتك فماذا تصنع فقال أبعدها الله إذن وحدث يوما قال عن لي ظبي فرميته فراغ عن سهمي فعارضه السهم ثم راغ فعارضه السهم ثم راغ فعارضه السهم فما زال والله يروغ ويعارضه حتى صرعه وما أحلى قول ابن قلاقس * عسكري جماله * بطل ليس يدفع * * قام عن قوس حاجبيه * بعينيه ينزع * * أسهم كيفما انحرفت * إلى القلب تتبع * * هكذا كنت عن أبي * حية قبل أسمع * وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي حرسه الله تعالى * وشادن إن وهب عرف الصبا * شممت منه نشره طيه * * أميل عنه خوف عشقي له * وجفنه يتبعني) غيه * * كأنني قدامه ظبية * وطرفه سهم أبي حية * وفد أبو حية على المنصور وامتدحه بقصيد وهجا فيه بنى حسن فوصله بشيء دون أمله فاحتجن لعياله أكثره وصار إلى الحيرة فشرب عند خمارة وأعجب الشرب وكره أن ينفذ ما معه وأحب أن يدوم له ما هو فيه فسأل الخمارة أن تبيعه بنسيئة وأعلمها أنه مدح الخليفة وأرغبها فشرهت وكان لآبي حية أير كعنق الظليم فأبرزه لها فتدلهت وكانت كلما سقته خطت في الحائط خطا فقال أبو حية
(٥٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 576 577 579 580 581 582 583 584 585 586 587 ... » »»