فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٥٧
((324 - أبو الفتح البلطي)) عثمان بن عيسى بن هيجون أبو الفتح البلطي الأديب النحوي له شعر ومجاميع في الأدب وكان طويلا ضخما كبير اللحية ويلبس عمامة كبيرة وثيابا كثيرة في الحر تصدر بالجامع العتيق ب مصر وروى وتوفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة وبلط بليدة قريبة من الموصل وكان قد أقام ب دمشق مدة يتردد إلى الزبداني للتعليم ولما ملك الملك الناصر مصر انتقل إليها وحظي بها ورتب له صلاح الدين على جامع مصر جاريا يقرئ به النحو والقرآن ولما كان في آخر سنة الغلاء توفي وبقي في بيته ثلاثة أيام ميتا لأنه كان يحب الانفراد والخلوة وكان يتطيلس ولا يدير الطيلسان على عنقه بل يرسله وكان إذا دخل فصل الشتاء اختفى ولم يكد يظهر وكانوا يقولون له أنت في الشتاء من حشرات الأرض وإذا دخل الحمام يدخل وعلى رأسه مزدوجة مبطنة بقطن فإذا صار عند الحوض كشف رأسه بيده الواحدة وصب عليه الماء الحار الناضج بيده الأخرى ثم يغطيه إلى أن يملأ السطل ثم يكشفه ويصب عليه ثم يغطيه يفعل ذلك مرارا ويقول أخاف من الهواء وكان إماما نحويا مؤرخا شاعرا وله العروض الكبير نحو ثلاثمائة ورقة وكتاب العروض الصغير وكتاب العظات الموقظات وكتاب النير في العربية وكتاب أخبار المتنبي وكتاب المستزاد على المستجاد في فعلات الأجواد وكتاب علم أشكال الخط وكتاب التصحيف والتحريف وكتاب تعليل العبادات وحضر يوما عند البلطي يعض المطربين فغناه صوتا أطربه فبكى البلطي وبكى المغني فقال له البلطي أما أنا فإني طربت فأنت علام بكيت قال
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»