خرج إليه ورماه بالنشاب فانكفأت الحراقة وغرق الأمين ومن كان معه فسبح حتى صار إلى بستان موسى فعرفه محمد بن حميد فصاح بأصحابه ثم أخذ برجله وحمل على برذون إلي بين يدي طاهر فأمر بقتله وقطع رأسه ونصب على حائط بستان ونودي عليه هذا رأس محمد المخلوع ثم بعث به وبالبردة والقضيب والمصلى مع ابن عمه محمد بن المصعب إلى المأمون وقال قد بعثت إليك بالدنيا وهو رأس محمد الأمين وبالآخرة وهي البردة والقضيب فأمر المأمون لمحمد بن مصعب بألف ألف درهم ولما رأى رأس الأمين سجد وكان قتله سنة تسع وتسعين ومائة وخلافته أربع سنين وكان الرشيد يعرف بالفراسة ما يجري بين الأمين والمأمون فكان ينشد * محمد لا تبغض أخاك فإنه * يعود عليك البغي إن كانت باغيا * * فلا تعجلن فالدهر فيه كفاية * إذا مال بالأقوام لم يبق باقيا * وفي الأمين يقول أبو الهول الحميري * ملك أبوه وأمه من نبعة * منها سراج الأمة الوهاج * * شربوا بمكة في ذرا بطائحها * ماء النبوة ليس فيه مزاج * يريد أن أباه وأمه من هاشم ومن شعر الأمين * ما يريد الناس من صبب * بمن يهوى كئيب * * كوثر ديني ودنياي * وسقمي وطبيبي * * أحمق الناس الذي يلحى * محبا في حبيب * ((500 - أمير المؤمنين المعتصم)) محمد بن هارون أبو إسحاق المعتصم بن الرشيد ولد سنة ثمانين ومائة وأمه أم ولد اسمها ماردة بويع بعد المأمون بعهد منه إليه في رابع عشر رجب سنة ثماني عشرة ومائتين
(٤٤٣)