والمراقي هب المراتب والوظائف والأرزاق وهذا الذي رأيته كله تناله والله يا عبد الرحمن كل شيء قد رأيته نلته وكان آخر الكل قضاء حلب وقد قرب الأجل وكان الشيخ كمال الدين كثير التخيل شديد الاحتراز يتوهم أشياء بعيدة ويبني عليها وتعب بذلك وعودى وحسد وعمل عليه ولطف الله به رحمه الله ومن نظمه قصيدة يذكر فيها الكعبة المعظمة ويمدح النبي * أهواك يا ربة الأستار أهواك * وإن تباعد عن مفناي مغناك * * وأعمل العيس والأشواق ترشدني * عسى يشاهد مغناكي مغناك * * تهوى بها البيد لا تخشى الضلال وقد * هدت ببرق الثنايا الغر مضناك * * تشوقها نسمات الصبح سارية * تسوقها نحو رؤياك برباك * * يا ربه الحرم العالي الأمين لمن * وافاه من أين هذا الأمن لولاك * * إن شبهوا الخال بالمسك الذكي فهذا * الخال من رؤية المحكى والحاكي * * أفدى بأسود قلبي نور أسوده * من لي بتقبيله من بعد يمناك * * إني قصدتك لا ألوى على بشر * ترمي النوى بي سراعا نحو مرماك * * وقد حططت رحالي في حماك عسى * تنحط أثقال أوزاري برؤياك * * كما حططت بباب المصطفى أملى * وقلت للنفس بالمأمول بشراك * * محمد خير خلق الله كلهم * وفاتح الخير ماحى كل إشراك * * سما بأخمصه فوق السماء فكم * أوطا أسافلها من علو أفلاك * * ونال مرتبة ما نالها أحد * من أنبياء ذوي فضل وأملاك * * يا صاحب الجاه عند الله خالقه * ما رد جاهك إلا كا أفاك * * أنت الوجيه على رغم العدا أبدا * أنت الشفيع لفتاك ونساك * * يا فرقة الزيغ لا لقيت صالحة * ولا شفى الله يوما قلب مرضاك * * ولا حظيت بجاه المصطفى أبدا * ومن أعانك في الدنيا ووالاك * * يا أفضل الرسل يا مولى الأنام ويا * خير الخلائق من إنس وأملاك * * ها قد قصدتك أشكو بعض ما صنعت * بي الذنوب وهذا ملجأ الشاكي *
(٤١٣)