فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٦
فردها الناظر إليه ولم يأخذ الدراهم منه وقال فيمن على عينه بياض * أنظر تجد لله في * عينيه سرا أي سر * * طمس اليمين بكوكب * وسيطمس اليسرى بفجر * وقال في الشيخ زين الدين ابن الرعاد * لقد عاب شعري في البرية شاعر * ومن عاب أشعاري فلا بد أن يهجى * * وشعري بحر لا يوافيه ضفدع * ولا يقطع الرعاد يوما له لجا * وللبوصيري في مديح النبي قصائد طنانة منها قصيدة مهموزة أولها * كيف ترقى رقيك الأنبياء * وقصيدة على وزن بانت سعاد وأولها * إلى متى أنت باللذات مشغول * وأنت عن كل ما قدمت مسؤول * وقصيدته المشهورة بالبردة التي أولها * أمن تذكر جيران بذي سلم * مزجت دمعا جرى من مقلة بدم * قال البوصيري كنت قد نظمت قصائد في مدح رسول الله منها ما كان اقترحه على الصاحب زين الدين يعقوب بن الزبير ثم اتفق أن أصابني فالج أبطل نصفي ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة فعملتها واستشفعت به إلى الله تعالى في أن يعافيني وكررت إنشادها وبكيت ودعوت وتوسلت ونمت فرأيت النبي فمسح على وجهي بيده المباركة وألقى علي بردة فانتبهت ووجدت في نهضة فقمت وخرجت من بيتي ولم أكن أعلمت بذلك أحدا فلقيني بعض الفقراء فقال لي أريد أن تعطيني القصيدة التي مدحت بها رسول الله فقلت أيها فقال التي أنشأتها في مرضك وذكر أولها وقال والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول الله فرأيت رسول الله يتمايل وأعجبته وألقى على من أنشدها بردة فأعطيته إياها
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»