فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣٥٠
وقال أيضا فيه * وتوسوست باشتياقي إلى الصد * ر وما زال موضع الوسواس * ((459 - شمس الدين بن العفيف التلمساني)) محمد بن سليمان بن علي شمس الدين ابن الشيخ عفيف الدين التلمساني قال القاضي شهاب الدين بن فضل الله في حقه نسيم سرى ونعيم جرى وطيف لا بل أخف موقعا منه في الكرى لم يأت إلا بما خف على القلوب وبرئ من العيوب رق شعره فكاد أن يشرب ودق فلا غرو للقضب أن ترقص والحمام أن يطرب ولزم طريقة دخل فيها بلا استئذان وولج القلوب ولم يقرع باب الآذان وكان لأهل عصره ومن جاء على آثارهم افتتان بشعره وخاصة أهل دمشق فإنه بين غمائم حياضهم ربى وفي كمائم رياضهم حبى حتى تدفق نهره وأينع زهره وقد أدركت جماعة من خلطائه لا يرون عليه تفضيل شاعر لا يروون له شعرا إلا وهم يعظمونه كالمشاعر لا ينظرون له بيتا إلا كالبيت ولا يقدمون عليه سابقا حتى لو قلت ولا امرأ القيس لما باليت ومرت له ولهم بالحمى أوقات لم يبق من زمانها إلا تذكره ولا من إحسانها إلا تشكره وأكثر شعره لا بل كله رشيق الألفاظ سهل على الحفاظ لا يخلو من الألفاظ العامية وما تحلو به المذاهب الكلامية فلهذا علق بكل خاطر وولع به كل ذاكر وعاجله أجله فاخترم وحرم أحباءه لذة الحياة وحرم فمن شعره * بلا غيبة للبدر وجهك أجمل * وما أنا فيما قلته متجمل * * ولا عيب عندي فيك لولا صيانة * لديك بها كل امرئ يتبذل *
(٣٥٠)
مفاتيح البحث: محمد بن سليمان (1)، دمشق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»