* إن جزت من وادي دمشق منازلا * لي نحوها حتى الممات تشوق * * بالجبهة الغراء والوجه الذي * يزهو به القصر المنيف الأبلق * * ورأيت ذاك الجامع الفرد الذي * في الأرض طرا مثله لا يخلق * * قل للفتى عبد الرحيم فإنني * أبدا بحسن وداده أتحقق * * إن كنتم عرضتم بتشوق * وحياتكم إني إليكم أشوق * * أشتاقكم من أرض مصر وبيننا * بيد تخب لها المطي وتعنق * * قفر يحار به الدليل ودونه * رمل تكاد به المطايا تغرق * * لم أستطع فيه المسير كأنه * لتوقد الرمضاء نار تحرق * * فارقتكم لا عن رضا فلبعدكم * عني علي الرحب ضنك ضيق * * وقنعت حتى صرت أرجو منكم * من بعد ذاك القرب طيفا يطرق * * ولقد عطفت على الزمان معاتبا * فرأيت كفى عنه صبرا أليق * * يمضي النهار وفيه قلبي مفكر * والليل طرفي بالبعاد مؤرق * * فعليكم مني التحية ما بدا * صبح به وجه الغزالة مشرق * ((443 - شمس الدين بن دانيال الحكيم)) محمد بن دانيال بن يوسف الموصلي الحكيم الفاضل الأديب شمس الدين صاحب النظم الحلو والنثر العذب والطباع الداخلة والنكت الغريبة والنوادر العجيبة قال الشيخ صلاح الدين الصفدي هو ابن حجاج عصره وابن سكرة مصره وضع كتاب طيف الخيال فأبدع طريقة وأغرب فيه فكان هو المطرب والمرقص على الحقيقة أخبرني الشيخ فتح الدين بن سيد الناس قال كان الحكيم شمس الدين بن دانيال له دكان كحل داخل باب الفتوح فاجتزت عليه أنا وجماعة من أصحابه فرأينا عليه زحمة ممن يكحله فقالوا تعالوا نخايل على الحكيم فقلت لهم لا تشاكلوه تخسروا معه فلم يسمعوا وقالوا
(٣١٦)