فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٣١٧
يا حكيم تحتاج إلى عصيات يعنون أن هؤلاء الذين يكحلهم يعمون ويحتاجون إلى العصا فقال بسرعة لا إلا إن كان فيكم من يقود لله تعالى فمروا خجلين وله من هذا النوع غرائب ينقلها المصريون عنه وكانت وفاته بالديار المصرية في شهور سنة عشر وسبعمائة فمن نظمه قال لغزا في سرموزة * وجارية هيفاء ممشوقة القد * لها وجنة أبهى احمرارا من الورد * * من اليمنيات التي حر وجهها * يفوق صقالا صفحة الصارم الهندي * * وثيقة حبل الوصل منذ صحبتها * فلست أراه قط منتقض العهد * * وفي وصلها أمسى الشقاء ميسرا * وجاوز في تيسيره غاية الجهد * * ولم أر وجها قبلها كل ساعة * على الترب ألقاها معفرة الخد * * ومن عجبي أني إذا ما وطئتها * تئن أنينا دونه أنة الوجد * * مباركة عندي ولا برحت إذن * مدورة الكعبين شؤما على ضد * وقال أيضا * قلت لمولاي السني * المحسن المستحسن * * من قال إنك ما تني * فإن عبدك ما يني * وقال أيضا * ولرب ليل بالخليج قطعته * إذ بت منه ساهرا بالشاطي * * أمسى الضياء منادمي وحشاه لي * محشوة بغرائب الأخلاط * * ولشقوتي بتنا معا في مضجع * مترددين على الثرى ببساط * * عصفت علي رياحه فوجدتها * أقوى هبوبا من رياح شباط * * قد كنت أنعس لانتشاق فسائه * غشيا فيوقظني بصوت ضراط * * ما زلت أنشق منه ريحا منتنا * حتى استحال إلى الخراء مخاطي * * يا أيها المفتوق في أرياحه * هذي النصيحة فيك للخياط * وقال أيضا في فرسه * قد كمل الله برذوني لمنقصة * وشانه بعد ما أعماه بالعرج * * أسير مثل أسير وهو يعرج بي * كأنه ماشيا يخط من درج *
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»