فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٥
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي حرسه الله تعالى أخبرني الشيخ فتح الدين بن سيد الناس قال أخبرني والدي قال كنا عند القاضي شمس الدين بن خلكان وهو ينوب في الحكم بالقاهرة والشيخ فخر الدين حاضر وهو إلى جانبي فأنشد * عرف النسيم بعرفكم يتعرف * وأخو الغرام بحبكم يتشرف * * شرف المتيم في هواكم أنه * طورا ينوح وتارة يتلهف * * لطفت معانيه فهب مع الصبا * فرقيبه بهبوبه لا يعرف * * وإذا الرقيب درى به فلأنه * أخفى لديه من النسيم وألطف * * ولأنه يعدو النسيم ديارهم * وله على تلك الربوع توقف * فقال القاضي شمس الدين يا شيخ فخر الدين لطفته لطفته إلى أن عاد لا شيء فالتفت وقال بلسانه الكاضي حمار ما له ذوك شيء يعني القاضي حمار ما له ذوق قال أبو حيان أنشدني فخر الدين بن الجنان * أفناني القبض عني * حتى تلاشى وجودي * * وجاءني البسط يحيي * روحي بفضل وجود * * فقلت للنفس شكرا * كذاك بالنفس جودي * * وقمت اشطح سكرا * فغبت عن ذا الوجود * وقال أيضا * ذكر العذيب فمال من سكر الهوى * صب على صحف الغرام قد انطوى * * يبكي على وادي العقيق بمثله * ويميل من طرب بمنعطف اللوى * * وجهت وجهي نحوهم فبوجههم * لا أبتغي غيرا ولا أرجو سوى * * وبمهجتي معبود حسن منهم * فلذا على عرش القلوب قد استوى *
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»