فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٢٥
الفم مشبك الأسنان بالذهب أبخر كان يلقب أبا الذباب يزعمون أن الذبابة إذا مرت بفيه ماتت لشدة بخره ولد يوم بويع عثمان بن عفان وكان مدة ملكه إحدى وعشرين سنة ولما مات صلى عليه ابنه الوليد وفي أيامه حولت الدواوين إلى العربية ونقشت الدنانير والدراهم بالعربية سنة ست وسبعين وكان على الدنانير قبل ذلك كتابة بالرومية وعلى الدراهم كتابة بالفارسية كتب إلى الحجاج مرة قد بلغني عنك إسراف في القتل وتبذير في المال وهاتان خلتان لا أحتمل عليهما أحدا وقد حكمت عليك في العمد بالقود وفي الخطأ بالدية وفي الأموال أن تردها إلى مواضعها وكتب في آخرها * وإن تر مني غفلة قرشية * فيا ربما قد عص بالماء شاربه * * وإن تر مني غضبة أموية * فهذا وهذا كل ذا أنا صاحبه * * سأملي لذي الذنب العظيم كأنني * أخو غفلة عنه وقد جب غاربه * * فإن كف لم أعجل عليه وإن أبى * وثبت عليه وثبة لا أرأقبه * ولما قتل عمرو بن سعيد بن العاص خطب الناس فقال بعد حمد الله والثناء عليه أما بعد فلست بالخليفة المستضعف ولا الخليفة المداهن ولا الخليفة المأفون ألا وإن من كان قبلي من الخلفاء كانوا يأكلون ويطعمون من هذه الأموال ألا وإني لا أداهن هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم تكلفوننا أعمال المهاجرين الأولين ولا تعملون من أعمالهم فلن تزدادوا إلا اجتراحا ولن تزدادوا إلا عقوبة وهذا حكم السيف بيننا وبينكم هذا عمرو بن سعيد قرابته قرابته وموضعه موضعه قال برأسه هكذا فقلنا بالسيف هكذا ألا وإنا نحتمل كل شيء إلا وثوبا على منبر أو نصب راية ألا وإن الجامعة التي جعلتها في عنق عمرو بن سعيد عندي والله لا يفعل أحد فعله إلا جعلتها في
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»