وتوفي بخليص بكرة الأحد الرابع من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة ونصف وتأسف الناس عليه رحمه الله تعالى ((397 - صاحب الموصل)) قرواش بن مقلد بن المسيب بن رافع الأمير أبو المنيع معتمد الدولة ابن الأمير حسام الدولة العقيلي صاحب الموصل وقد خطب في بلاده للحاكم ثم رجع عن ذلك وخطب للقادر العباسي فجهز صاحب مصر جيشا لحربه ووصل إلى الموصل ونهبوا داره وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار فاستنجد عليهم بدبيس بن صدقة واجتمعا على حربهم فنصرا عليهم وقتلا منهم خلقا كثيرا وكان ظريفا شاعرا نهابا وهابا وجمع بين أختين فلاموه فقال خبروني ما الذي نستعمل من الشرع حتى تتكلموا في هذا الأمر وقبض عليه بركة ابن أخيه وحبسه وتلقب زعيم الدولة فلم تطل دولته فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه فأول ما ملك أخرج عنه قرواشا وذبحه صبرا وقيل بل مات في سجنه سنة أربع وأربعين وأربعمائة وفي قرواش يقول الظاهر الجزري * وليل كوجه البرقعيدي ظلمة * وبرد أغانيه وطول قرونه * * سريت ونومي فيه نوم مشرد * كعقل سليمان بن فهد ودينه * * على أولق فيه مضاء كأنه * أبو جابر في طيشه وجنونه * * إلى أن بدا وجه الصباح كأنه * سنا وجه قرواش وضوء جبينه * وكانت إمارة قرواش خمسين سنة حكى أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين قال كنت أساير معتمد الدولة قرواشا ما بين سنجار ونصيبين فنزل ثم استدعاني بعد الزوال وقد نزل هناك بقصر
(٢٢١)