فوات الوفيات - الكتبي - ج ١ - الصفحة ٣٤٦
قال عز الدين بن أبي الهيجا لازمت العز الضرير يوم موته فقال هذه البنية قد تحللت وما بقي يرجى بقاؤها واشتهى أرز بلبن فعمل له وأكل منه فلما أحس بشروع خروج الروح منه قال قد خرجت الروح من رجلي ثم قال قد وصلت إلى صدري فلما أراد المفارقة بالكلية تلا هذه الآية * (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ثم قال صدق الله العظيم وكذب ابن سينا ثم مات في ربيع الآخر ودفن بسفح قاسيون ومولده بنصيبين سنة ست وثمانين وخمسمائة قال الشيخ شمس الدين وكان قذرا زرى الشكل قبيح المنظر لا يتوفى النجاسات ابتلى مع العمى بقروح وطلوعات وكان ذكيا جيد الذهن ومن شعره دوبيت * لو كان لي الصبر من الأنصار * ما كان عليك هتكت أستاري * * ما ضرك يا أسمر لو بت لنا * في دهرك ليلة من السمار * ومنه * لو ينصرني على هواه صبري * ما كنت ألذ فيه هتك الستر * * حرمت على السمع سوى ذكرهم * مالي سمر سوى حديث السمر * ومن شعره في العماد بن أبي زهران * تعمم بالطرف من طرفه * وقام خطيبا لندمانه * * وقال السلام على من زنى * ولاط وقاد لإخوانه * * فردوا جميعا عليه السلام * وكل يترجم عن شانه * * وقال يجوز التداوي بها * وكل عليل بأشجانه * وله فيه وقد تلقب بالعماد وكان يلقب أولا بالشجاع * شجاع الدين عمدتا * فهلا كنت شمستا * * خطيبا قمت سكرانا * وبالزكرة عممتا *
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»