* ورأيت سيل الخيل قد بلغ الزبى * ومن الفوارس أبحرا في أبحر * * طفرت وقد منع الفوارس مدها * تجري ولولا خيلنا لم تطفر * * حتى سبقنا أسهما طاشت لنا * منهم إلينا بالخيول الضمر * * لم يفتحوا للرمي منهم أعينا * حتى كحلن بكل لدن أسمر * * فتسابقوا هربا ولكن ردهم * دون الهزيمة رمح كل غضنفر * * ملؤوا الفضا فعن قليل لم ندع * فوق البسيطة منهم من مخبر * * سدت علينا طرقنا قتلاهم * حتى جنحنا للمكان الأوعر * * ما كان أجرى خيلنا في إثرهم * لو أنها برؤوسهم لم تعثر * * من كل أشهب خاض في بحر * الدما حتى بدا لعيوننا كالأشقر * * كم قد فلقنا صخرة من صرخة * ولكم ملأنا محجرا من محجر * * وجرت دماؤهم على وجه الثرى * حتى جرت منها مجاري الأنهر * * والظاهر السلطان في آثارهم * يذري الرؤوس بكل عصب أبتر * * ذهب العجاج مع النجيع بصقله * فكأنه في غمده لم يشهر * * إن شئت تمدحه فقف بإزائه * مثلي غداة الروع وانظم وانثر * قلت هذه الأبيات الأربع التي في آخر هذه القطعة لم يروها لي الشيخ أثير الدين أبو حيان وقد تقدمت في ترجمة الظاهر بيبرس الصالحي في حرف الباء ولكنها هنا أكمل وفي ترجمة الظاهر أيضا أبيات القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر البائية التي نظمها في قطع الظاهر الفرات وكتب ناصر الدين بن النقيب إلى بدر الدين الحمداني المذكور (من الطويل) * أيوسف بدر الدين والحسن كله * ليوسف يعزى أو إلى البدر ينسب * * أتيت أخيرا غير أنك أول * تعد من الآحاد شعرا وتحسب * * وأحسن ما في شعرك الحر أنه * به ليس تستجدي ولا تتكسب * ومولد بدر الدين المذكور سنة اثنتين وست مائة ووفاته رحمه الله تعالى في حدود السبع مائة 92 - أبو الحسن الباخرزي يوسف ين صاعد الشيخ أبو الحسن الباخرزي ذكره
(٩٧)