الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ١٠٠
إلا أنه كان يميل إلى مذهب الشافعي وطلب وتفقه ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك الإشبيلي الفقيه ولزم ابن الفرضي وأخذ عنه كثيرا وكان في المغرب مدة ثم إنه تحول إلى شرق الأندلس وسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفي رحمه الله تعالى وروى عن أبي القاسم خلف بن القاسم الحافظ وعبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وأبي محمد بن عبد المؤمن وأبي عمر الباجي وأبي عمر الطلمنكي وأبي الوليد القرطبي وغيرهم قال الشيخ شمس الدين أشياخه الذين روى عنهم لا يبلغون سبعين وكتب إليه من أهل المشرق أبو القاسم السقطي وعبد الغني بن سعيد الحافظ وأبو ذر الهروي وأبو محمد بن النحاس المصري وغيرهم وكان أبو الوليد الباجي يقول لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث وقال مرة أبو عمر أحفظ أهل المغرب وقال ابن حزم في فضائل الأندلس وذكر التمهيد لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه وتصانيفه كلها جيدة منها كتاب الاستذكار وهو مختصر كتاب التمهيد كتاب الكافي في فقه مالك وهو خمسة عشر كتابا يغني عن المصنفات الطوال في معناه وكتاب الاستيعاب في ذكر الصحابة وكتاب الاكتفاء في قراءة نافع وكتاب بهجة المجالس وأنس المجالس وكتاب جامع بيان العلم وفضله وكتاب التقصي لحديث الموطأ لمالك وكتاب الإنباه عن قبائل الرواة وكتاب الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء مالك وأبي حنيفة والشافعي وكتاب البيان في تلاوة القرآن والأجوبة الموعبة والمعروفين بالكنى والقصد والأمم في أنساب العرب والعجم وأول من نطق بالغريب من الأمم والشواهد في إثبات خبر الواحد والاكتفا في القراءات و كتاب فرحة الأنفس في أخبار الأندلس والإنصاف فيما في اسم الله من الخلاف والفرائض وأشياء غير ذلك من الكتب الصغار وكان معانا على التصنيف موفقا فيه ومن شعره (من الوافر) * أمنتحل النجوم أحلتمونا * على علم أدق من الهباء * * علوم الأرض ما أحكمتموها * فكيف بكم إلى علم السماء * قال الحميدي وأنشدني له بعض أهل المغرب ولم أسمع ذلك منه (من الطويل) * ولابن معين في الرجال مقالة * تقدمه فيها شريك ومالك * * فإن يك ما قالاه سهلا واسعا * فقد سهلت لابن معين المسالك *
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»