الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٥
إلى القصر ووقف أملاكه وخص الجامع الذي أنشأه بدمشق بملغ ستين ألف درهم في كل سنة من صلب ماله رحمه الله ومضى كأنه لم يكن ولم أر مثل ما نال من السعادة التي فاضت عنه على والده وإخوته وأقاربه ومماليكه لأن والده سيف الدين طابطا كان أمير مائة مقدم ألف وأخواه أميري طبلخاناه وولده طبلخاناه وذو قرابته الأمير شهاب الدين شعبان بطبلخاناه ودواداره الأمير عز الدين بطلبلخاناه ومملوكه سيف الدين جوبان أمير عشرة وبقية مماليكه جماعة منهم لهم الإقطاعات الفاخرة في الحلقة واعتنى بجماعة من أهل حلب وحماه ودمشق وخلص لهم الطبلخانات وعلى الجملة كانت سعادة زائدة عن الحد لكنها ختمت بهذا الشر الكبير الذي فاض على ذويه وأهله فلا قوة إلا بالله العلي العظيم (من المتقارب) * بقدر الصعود يكون الهبوط * فإياك والرتب العالية * ومن جملة ما رأى من العز أنه كان قد توعك وحصل له سوء مزاج وكان عند السلطان الملك الناصر أستاذه في المرقد وهو جالس ورجلاه في ركبتيه يكبسهما ويرش الماورد على وجهه ويتولى تمريضه وخدمته وطبه بنفسه وكان ولده إبراهيم وهو أكبر من السلطان أبي بكر قد مرض بالجدري ومات ودفن ولم يره ولا عاده شغلا بتمريض يلبغا فهذا نهاية في العز ومن جملة الذل الذي رآه أن يتولى خنقه مشاعليان من قاقون ودفن في أرض قاقون جسدا بلا رأس اللهم خلصنا من شرور هذه الدار الغرارة وقلت في أمره والتزمت تشديد الزاي (من الطويل) * دع الدهر يعلي من أراد إلى السهى * ودافعه من وقت لوقت وجزه * * فقد نال منه يلبغا فوق ما ابتغى * وقصته تجلى على المتنزه * * وأنزل من عند الثريا إلى الثرى * وأمسكه صرف الردى في محزه * * وألحفه العيش الغليظ رداءه * على لطف معناه ورقة بزه * * فلا سعد إلا ما رأيناه ناله * ولا ذل إلا ما رأى بعد عزه * وقلت أيضا (من الطويل) * إن في يلبقا لكل لبيب * عبرة أصبحت على الدهر تتلى * * ما يساوي العز الذي قد رآه * في دمشق بدل قاقون أصلا * وقلت أيضا (من الطويل) * ألا إن / ا الدنيا غرور وباطل * فطوبى لمن كفاه منها تفرغا *
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»