سيف الدين يلبغا على حاله في نيابة دمشق وجعل ابنه أمير محمد أميرا بطلبخاناه وأمر الأمير عز الدين طقطاي دواداره أمير طبلخاناه وعمر هو قبة النصر عند مسجد القدم مكانا كان به مبرزا وكان قد عمر قبل ذلك القيسارية التي هي برا باب الفرج وعمر الحمامين اللذين بحكر العنابة برا بابا الجابية بدمشق وشرع في عمارة الجامع الذي بسوق الخيل على نهر بردا في أول سنة ثمان وأربعين وسبع مائة وفي ثامن عشرين شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وسبع مائة ورد إليه الأمير شمس الدين آقسنقر المظفري أمير خازندار وعلى يده كتاب السلطان الملك المظفر بإمساك الأمراء الستة الذين ذكروا في ترجمة الأمير شمس الدين آقسنقر الناصري وفيه إعلامه بالواقعة وإطابة خاطره وتسكنيه فكتب الجواب بالدعاء للسلطان وجهز أستاذ داره سيف الدين آقسنقر معه واستوحش كثيرا من الواقعة بالأمراء فاستدعى بأمراء دمشق بعد ذلك بيومين وهو في دار السعادة وعرفهم ما جرى وكتبوا إلى نواب الممالك بالحال وجهز الأمير سيف الدين ملك آص إلى حمص وحماه وحلب وجهز الأمير علاي الدين طنبغا القاسمي إلى طرابلس وجاءه ليلة الجمعة من زاده وحشة فلم يصبح له بدار السعادة أثر غير نسائه وانتقل يوم الجمعة بكرة إلى القصر ونزل به ونزل والده وإخوته وألزامه ومن معه ومماليكه بالميدان وكان يركب وينزل إلى يوم الأربعاء فجاءه الأمير سيف الدين أراي أمير آخور بكتاب السلطان الملك المظفر بطلبه إلى مصر ليكون رأس أمراء المشورة وأن نيابة دمشق أنعم بها على الأمير سيف الدين أرغون شاه نائب حلب وقال سيف الدين أراي ذلك نعمة لأمراء دمشق فتحللت عنه العزائم وتجهز وطلع إلى الجسور ظاهر دمشق على العادة التي فعلها في السنة الماضية وكان ذلك بعد العصر خامس عشر جمادى الأولى وأقام إلى بعد الصلاة من يوم الجمعة سادس عشر جمادى الأولى وكانت الملطفات قد جاءت من السلطان إلى أمراء دمشق بإمساكه عشبة الخميس فأنزلوا الصنجق السلطاني من القلعة واجتمعوا بعسكر دمشق تحته وقصدوه فلما علم بذلك ركب في سلاحه ولما عاين أوائلهم هرب بمماليكه وأهله وهرب معه الأمير سيفي الدين قلاوون والأمير ناصر الدين محمد بن جمق وتبعه الأمير علاي الدين طغريل ابن الأيغاني الحاجب الكبير والأمير شهاب الدين ابن صبح وغيرهما من أمراء دمشق فعادوا بعدما أوصلوه إلى خلف ضمير وقتل من العسكر جماعة ثم إن الأمير فخر الدين إياز السلاح دار نائب صفد وصل بعسكر صفد إلى دمشق بكرة الأحد ثامن عشر جمادى الأولى وخرج العصر بعسكر
(٢٣)