فرفع يموت رأسه إليه وقال أنت فما يدعوك أن توطئ في بيتين بسبب مسألة قامت بيننا وقدم يموت مصر مرارا وتوفي بدمشق سنة أربع وثلاث مائة وقيل كانت وفاته بطبرية ومن شعره يخاطب ابن مهلهلا (من الوافر) * مهلهل قد حلبت شطور دهري * وكافحني بها الزمن العنوت * * وحاربت الرجال بكل ربع * فأذعن لي الحثالة والرتوت * * فأوجع ما أجن عليه قلبي * كريم عقه زمن عنوت * * كفى حزنا بضيعة ذي قديم * وأنباء العبيد لها التخوت * * وقد أسهرت عيني بعد غمض * مخافة أن تضيع إذا فنيت * * وفي لطف المهيمن لي عزاء * بمثلك إن فنيت وإن بقيت * * فجب في الأرض وابغ بها علوما * ولا تقطعك جائحة سبوت * * وإن بخل العليم عليك يوما * فذل له ودينك والسكوت * * وقل بالعلم كان أبي جوادا * فقال ومن أبوك فقل يموت * * تقر لك الأباعد والأعادي * بعلم ليس يجحده البهوت * بنجوتكين 27 - العزيزي أمير دمشق ينجوتكين التركي العزيزي مولى العزيز ولي إمرة دمشق سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاث مائة وبقي على ذلك مدة إلى أن عزله الحاكم وأرسل عوضه سليمان بن جعفر بن فلاح فنزع ينجوتكين الطاعة وسار إلى الرملة لحرب من يأتي من مصر فتواقعوا في جمادى الأولى وانهزم ينجوتكين ووصل إلى دمشق في يومين وطلب النصرة من أهل البلد فلم يجيبوه ونهبوا داره فهرب إلى أذرعات ولجأ إلى ابن الجراح الطائي فلم يمنعه وأسلمه إلى الأمير سليمان بن جعفر فبعث به إلى مصر فعفى عنه الحاكم
(٢٩)