دمشق أيضا وصفد وتوجه بهم إلى حمص وكان العرب قد أنكوه ومنعوا منه الماء واقتطعوا بعض ثقله وجد في طلبه سلار بن تتر البدري وأوه بريد ومنعوه القرار والنوم وكل هو ومن معه مل من حمل السلاح ليلا ونهارا وحمي الحديد عليه وعاينوا الهلاك واختلف مماليكه عليه حتى تمنى الموت وقال لهم بالله وسطوني أو اضربوا عنقي كل هذا وهم ما بين القريتين إلى أمهين وصدد ولما سمعت ذلك قلت (من الطويل) * تفرق شم السعد عن يلبغا وقد * بغا وغدا في عكسه متورطا * * فقال له السيف الذي شد وسطه * وقد بالغ الأعراب في الجور والسطا * * تلذذ بقتل فيه للنفس راحة * وإن رمت أهنا العيش قابغ توسطا * فقال له مماليكه أنت قلت لنا إن نائب حماه معك توجه بنا إليه فلم يرد إلا المطاوعة فعبر على ظاهر حمص وتوجه إلى حماه فخرج إليه الأمير سيف الدين قطليجا الحموي النائب بحماه وتلقاه ودخل به إلى حماه ثم إنه أمسكه وأمسك والده وأخويه قراكز وأسندمر والدوادار عز الدين طقطاي وسيف الدين جوبان والأمير سيف الدين قلاوون والأمير ناصر الدين محمد بن جمق وقيدهم وجهز سيوفهم إلى السلطان ثم بعد ذلك جهز الأمير سيف الدين يلبغا وولده مقيدين إلى السلطان فلما وصل إلى قاقون كان قد وصل إليها الأمير سيف الدين منجك فأطلعوه إلى القلعة ومعه والده وحبسوهما في بيتين مفردين ثم أنزلوا والده من قلعة قاقون وجهز على البريد إلى السلطان آخر النهار وطلع إلى سيف الدين يلبغا مشاعليان فأحس بذلك وسألهما الوضوء والصلاة ركعتين ولما فرغ قال لهما بالله عليكما هوناها علي فقالا له يا خوند إن أردت ذلك فدعنا ندير كتافك فمكنهما من نفسه وخنقاه فسمع الناس شهقته من أسفل القلعة ثم حز رأسه ووضع في عسل وجهز إلى السلطان ثم دفنت جثته بقاقون رحمه الله تعالى وسامحه وكان ذلك في العشر الأواخر من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وسبع مائة ثم إن الأمير سيف الدين منجك تجهز إلى حماه وجهز أخويه سيف الدين قراكز وسيف الدين أسندمر وعز الدين طقطاي الدوادار وسيف الدين جوبان إلى مصر مقيدين وخلف الأمير سيف الدين يلبغا اثني عشر ولدا أكبرهم أمير محمد وعمره تقدير سبع سنين وكانت له طبلخانه وكان له زوجتان أخت صمغار وبزلار وكان يحبها كثيرا وأم محمد وهي أخت الست أردو والدة الملك الأشرف كجك وكان يتلو القرآن جيدا ويلازم تلاوته في المصحف ويحب أهل القرآن ويجالسهم ويحب الفقراء ولم يكن فيه شر ولا انتقام وقبل خروجه من دمشق بأربعة أيام أحضر قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي
(٢٤)