الجماعة وخجل الرجل والبيت المذكور (من الطويل) * أيا ظبية الوعساء بين جلاجل * وبين النقا آأنت أم أم سالم * وروى عنه الصاحب ابن العديم وابن مجد الدين وابن الخلوانية وابن هامل وبهاء الدين أيوب بن النحاس وأخوه أبو الفضل إسحاق وسنقر القضاي والحافظ ابن الظاهري أبو العباس وأبو بكر بن أحمد الدشتي وهو آخر من حدث عنه وكان موفق الدين ظريفا مطبوعا خفيف الروح مع سكنية ورزانة ولد نوادر كثيرة وكان طويل الروح حسن التفهيم وعامة فضلاء حلب تلامذته شرح المفصل للزمخشري والتصريف لابن جني وقال موفق الدين وردت إلى حمص مرة فصنع لنا رجل من أهلها طعاما واحتفل به وكان في جملته قرع بلبن وكان إلى جانبي رجل انبسط عليه فجعل يأكل منه ووافقه آخر إلى جانبه فناديت صاحب المنزل زدنا من الطعام فإن أصحابنا يأكل بعضهم بعضا فانقلب المجلس بالضحك وقال لا أعرف لنفسي شعرا إلا أبياتا قلتها في السلطان الملك الظاهر غازي وهي (من البسيط) * يا أيها الملك الميمون طائره * ومن سحاب نداه الدهر هطال * * ومن صوارمه في كل معركة * جوازم وطلى أعداه أفعال * * ما زال يعسفني دهر حوادثه * حول لأهل النهى والفضل تغتال * * متى انضويت إلى أحشاء برك بي * لما ظلمت ولما حالت الحال * * وقلت من حيث آمالي مهاجرة * إليك يا من له فضل وإفضال * * لي حرمة الضيف ولجار القديم ومن * أتناكم وكهول الحي أطفال * وقال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان وكنا نقرأ عليه يوما بالمدرسة الرواحية فجاءه رجل من الأجناد وبيده مسطور بدين وكان الشيخ له عادة بالشهادة في المكاتيب الشرعية فقال له يا مولانا اشهد علي في هذه المسطور فأخذه الشيخ من يده وقرأ أوله أقرت فاطمة فقال له الشيخ أنت فاطمة فقال الجندي يا مولانا الساعة تحضر وخرج إلى باب المدرسة وأحضرها وهو يتبسم من كلام الشيخ قال وكنا يوما نقرأ عليه
(١٩)