وله ألف أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجراوي صفوة الأدب وديوان العرب في مختار الشعر ومن شعراء دولته أبو بكر يحيى بن عبد الجليل بن مجير الأندلسي وقد تقدم ذكره في مكانه ودخل عليه الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكاغي الأسود الشاعر فأنشده * أزال حجابه عني ودعيني * تراه من المهابة في حجاب * * وقربني بفضل منه لكن * بعدت مهابة عند اقترابي * وكان يعقوب هذا صافي السمرة جدا إلى الطول هو جميل الوجه أعين شديد الكحل ضخم الأعضاء جهوري الصوت جذل الألفاظ أصدق الناس لهجة وأحسنهم حديثا وأكثرهم إصابة بالظن مجربا للأمور ولي وزارة أبيه فبحث عن الأحوال بحثا شافيا وطالع مقاصد العمال والولاة وغيرهم مطالعة أفادته معرفة بجزئيات الأمور ولما مات أبوه اجتمع رأي أشياخ الموحدين وبني عبد المؤمن على تقدمته فبايعوه وعقدوا له البيعة ودعوه أمير المؤمنين كأبيه وجد ولقبوه المنصور فقام بالأمر أحسن قيام وهو الذي أظهر أبهة ملكهم ورفع راية الجهاد ونصب ميزانالعدل وأقام الحدود حتى على أهله وعشيرته [464]
(١٠٠)